============================================================
يقشر طويل البقاء، وأعد لنزوله عدته وهو مع ذلك يسد الثغور ويجند الأجناد ويشيد الحصون.
فلما مضت له ثلاثة أشهر من يوم كتب إليه جواسيسه بحركة المرزبان ال وحشده، اقتحم المرزبان ثغوره فى الجيوش المتوافرة والعدة الكاملة، وظهر دعاة كسرى بتلاى الناحية فيمن اسفسدوه من الرعية، فغظبوا على ما يليهم من البلاد، واستعمل المرزبان عليها عمالا من ثقاة أصحابه، ورتب فيها حماة من جنده ومن أهلها ، ثم دنا يطوى الأرض، فوافته جيوش الأركن فدافعته بعض الفاع، ثم انهزم من كان فى نفسه دغل، فانهزم المناصحون بانهزامهم، ال واستولى المرزبان على عسكرهم ، واستبقى النفوس ، واخذ الأموال، ثم تجاوزهم يطوى المملكة طيا ، وكان الأركن عندما اقتحم المرزبان ثغوره، قد بعث بأهله وحشمه إلى نلك المعقل، وجمع وجوه قاطنى حضرته فوعظهم اونكرهم ما سلف من إحسانه اليهم ونكر ما بلغه عنهم من فساد الطاعة وما كرهه من امتحانهم ومعاقبة المسيئين منهم ، فنصلوا بما قرفوا(1) به عنده، وحلفواله على استقامة طاعتهم وصدق مناصحتهم: فقال لهم الملك : إنى لم أجمعكم لهذا ولست بناكل(1) عن عدوى ولا سبعد الظفر به والنصر عليه ، ولا بمعين تهمة أحد منكم، غير آنه آخبرنى بعض وزرائى عن ملك من سلفى آنه شرع فى بناء معقل وعنى به بعض العتاية، فحال بينه وبين ما أراد من إتمام ذلك الاتحلال المحدوم على عالم التركيب ، فملنى على تكملة ما شرع جدى قول الحكيم : ان أبر الملوك من تم به سلفه، وأعقهم من انقطع سعيهم عنده، ثم إنى آحببت أن أجعل ذلك الحصن من عددى وذخائرى، لقول الحكماء : إن أحزم الرعاة من أعد لجميع قضايا العقل أحكاما : ال وقولهم : يجب على الملك أن لا يخلو من خمسة معاقل : أحدها وزيد صالح يتحصن برايه ، والثانى : سيف قاطع يتحصن بحده إذا غشى ، والثالث : فرس سبق يتحصن بظهره إذا لم يمكنه الثبات، والرابع : امرآة حسناء يحصن (1) أى نفوا ما ارتكبوه من خروج عن طاعته .
(2) أى بجبان وناكص.
مخ ۹۴