============================================================
الكؤود(1) وهبوطها ، على ضعف بدنك وكبر سناى إلا لأمر اقتضته الحكمة ال واوجبه الرآى العصيب . ثم إن الجرذ أميل حتى ذهب السيل ، فصعد الربوة ال واتخذ جعرا جاتب جحر اليربوع فأوطنه آمنا قرير العين، فهذا ما أخبرنى به ؤلبى: فقال الملك : صدقت أيها الوزير الصالح قائلا، وستدت ناصحا، وا صبحت مشيرا، وتلطفت مبلغا، ودعوت سميعا، فالت لنا ربوة ترضاها لاستقرارنا، نلزم أنفسنا الصبر على صعودها ، ونقصر ما فيها على مالوف ملاذها وانبساطها فى هذا العالم الخبيث اليها ، فلعنا(2) ان نجتتى السلامة التى اجتتاها اليربوع من سيل هذه الفتن .
فقال الوزير: أيها الملك السعيد العفدى بالنفوس الزكية، عشت ما بدا لك اان تعيش، ونلت ما أملت، فما أعجب قبولك ما نهديه إليك من نعمى ونجلوه عليك من حكمك، وانى لأعرف فى ناحية من ممالكك معقلا تطل فيه على أهل الأرض اطلال زحل على الكواكب ، تقاتل دونك الأبصار اللامحة والأفكار الطامحة، وهو مع ذلك نو هواء عليل وماء سلسبيل، وحداثق باسفة(1) ومرافق متتاسقة، وقد كان بعض سلف الملاى السعيد عنى به بعض العناية، فقطع عليه امله الدثور(4) الحتم القاطع عقود الحياة .
ظما سع الملى ما دله عليه وزيره مليء سرورا وركب من فوره فى خاصته وتقاته، حتى انتهى إلى ذلك المعقل الذى دله عليه وزيره، فوجده فى راى عينه أفضل مما صوره الوزير فى نفسه ، ووجد به رسوما وثيقة وآثارا اثرها بعض من تقدم من آبائه؛ فحشد اليه المهندسين والبنائين والعمال، الا وا مرهم بالجد فى إكماله، وبادر من فوره، فنقل اليه خاص بيوت أمواله، وخزاثن سلاحه، ونفائس نخاثره وحشد رعيته لحمل الأرز اليه فأودعه من الأرز المقشور وغير المقشور ما ظن أن فيه كفاية ، وذلك ان الأرز الذى لم (1) المضنية والشاقة .
(2) اى لطلنا .
(3) أى عالية الاشجار جميلة المنظر .
4) الخائب .
مخ ۹۳