============================================================
بها فرجه وبصره، والخام : قلعة منيعة يتحصن بحلولها إذا أحيط به، فاتخذت هذا المعقل لتكمل به حصونى ونثلت إليه ذخانرى وما يكرم على، فمن اراد منكم أن يقتدى بى فى فعلى آخذا بالحزم فليفعل .
اولما فرغ من مخاطبتهم انن لهم فخرجوا من عنده، فاقتدى به منهم من كان ذا عقل وخبرة ، فجهزوا إلى ذلك المعقل أهليهم وأموالهم وأقواتهم .
الاواما المرزبان فإنه صار إلى تلك المملكة يطويها طى السجل؛ لا يقاومه جيش إلا هزمه ، حتى أشرف على حضرة الأركن فنزل على فرسخ منها لوتهيب الإقدام عليها وقد كان الأركن أمر الناس بالخروج إليه ، فخرجت أمة عظيمة وخرج الأركن فى أربعة آلاف مقائل من عبيده وخاصته وتقاة أصحابه فقام بهم فى معزل عن جيوشه ورعيته بظاهر العدينة وعبا فيوله ورتب صفوفه ، وكان فى المدينة داعيان من دعاة كسرى فاغتتما الفرصة واهتبلاها(1) عند خروج الملك من المدينة فظهروا واتبعهما من كان أطاعهما، فوشبوا بخليفة الملك على المدينة، فقتلوه واستولوا على العدينة وضبطوها .
وبينما الملك قائع فى جنوده فى ظهر المدينة أتاه رنيس الزمازمة حافيا حاسرا يلطم وجهه وينتف شعره، فأمر الملاك بحمله معه على فيله، واستخبره فأخبره بذهاب دار ملكه وخيانة رعيته، فانحاز الملاى بخاصته ومن كان على بصيرة فى طاعته وتوجهوا حامية نحو الحصن، وانتهى خبره إلى المرزبان فوجه خيلا لأتباعه فأدركه فوقف بازائهم من كفى أمرهم وسار حتى دخل ال اوأما المرزبان فإنه قصد المدينة ودخلها وضبطها وأحكم أمرها، ثم سار فى جنوده إلى ذلك الحصن، فرأى منظرا عجييا رائعا ومعقلا ممنوعا مانعا ، لم يكنه النزول بالقرب منه ، فنكص إلى حيث أمن ونزل فى جيوشه متحفظا، وكتب إلى الملك الهندى كتابا يخاطبه فيه بالتعظيم والإجلال ، ويعرض عليه صالا منها ان يرده إلى مملكته مكرما موفورا على أن ينين بطاعة كسرى، فلما انتهى رسول المرزبان إلى الملك الهندى حجبه ولم يأخذ كتابه وأمره بالعود (1) أى انتهزا الفرصة .
مخ ۹۵