وشعر بيدها تتصيده، فارتقى إلى أولى درجات السلم التالية، وكان مطمئنا إلى أنه جاز منطقة الخطر بسلام. - اعترفي بأننا مخطئان، فلا ينبغي أن نصر على الخطأ .. - عجيب أن أسمع منك هذا الكلام. - لا عجب، إن ضميري لم يعد يحتمل الخطيئة، إنها تعذبني وتفسد علي صلاتي .. «صامتة! أذيتها فليسامحني الله، يا للألم! ولكني لن أتراجع، احمد الله على أن الخطأ لم يدفعك إلى ما هو شر منه ..» - يجب أن يكون ما حصل درسا لنا فلا نعود إلى مثله. أنت صغيرة، وقد أخطأت، فلا تجري مرة أخرى وراء الخطأ.
وقالت في نبرات باكية: لم أخطئ، أتنوي هجري؟ ماذا تقصد؟
وكان قد تمالك قوته فقال: عودي إلى بيتك. لا تفعلي شيئا ترين وجوب التستر عليه،. لا تقابلي أحدا في الظلام ..
فقال الصوت متهدجا: أتهجرني؟ أنسيت كلامك عن حبنا؟ - كلام من لا عقل له: أنت مخطئة، ليكن هذا درسا لك، احذري الظلام فقد تكون فيه نهايتك، أنت صغيرة، فمن أين لك هذه الجرأة؟!
تردد في الظلام انتحابها، ولكنه لم يرقق قلبه، كان منتشيا بلذة نصر قاسية. - عي كل كلمة، ولا تغضبي، واذكري أنني لو كنت نذلا ما ارتضيت أن أتركك قبل أن أقضي عليك، أستودعك الله ..
ورقي في السلم وثبا. انتهى من العذاب، ولن يكون طعمة لأنياب الندم، ولكن ليذكر قول أستاذه الشيخ علي المنوفي: أن مغالبة الشيطان لن تكون بتجاهل سنن الطبيعة. أجل ليذكر هذا. وخلع ملابسه على عجل وارتدى الجلباب، ثم قال لأخيه أحمد وهو يغادر الحجرة: أريد أن أخلو إلى والدي في حجرة المكتب، فانتظر قليلا من فضلك.
وفي طريقه إلى الحجرة رجا والده أن يتبعه، فرفعت خديجة رأسها إليه متسائلة: خير؟ .. - سأحدث أبي أولا، ثم يأتي دورك ..
وتبعه إبراهيم شوكت صامتا. كان الرجل قد ركب طاقم أسنانه الجديد، وعاودته طمأنينته الخاملة بعد أن واجه الحياة بلا أسنان ستة أشهر كاملة. وجلسا جنبا إلى جنب والأب يقول: خير إن شاء الله؟
فقال عبد المنعم دون تردد أو تمهيد: أريد يا أبي أن أتزوج!
فحملق الرجل في وجهه، ثم قطب باسما كأنه لم يفهم شيئا، وهز رأسه في حيرة ثم قال: الزواج؟ كل أمر رهن بوقته، لماذا تحدثني عن ذلك الآن؟ - أريد أن أتزوج الآن .. - الآن؟! ما زلت في الثامنة عشرة من عمرك، ألا تنتظر حتى تأخذ شهادتك؟ - لا أستطيع ..
ناپیژندل شوی مخ