وقال أبو زكريا حدث بعض أصحابنا أن عبد الوهاب أرسل ألف دينار إلى المشرق إلى أخوانه بالبصرة أن يشتروا له بها الكتب فلما وصلهم الالف اشتروا بها رقا فنسخوا له فيها وقر أربعين جملا كتبا فلما بلغته تشمر وجد لقراءتها ليلا وبعض أوقات النهار وقيل يجرد ثيابه الا السراويل فختمها فقال الحمد لله اذ وجدت جميع ما فيها محفوظا عندي ولم أستفد منها الا مسئلتين ولو سئلت عنهما لأجبت فيهما قياسا كما رسما في الكتب وهذا من كثرة علمه وقوة فهمه واتقاء قريحته وتهيء نفسه لإكتساب العلوم وبيت الرستميين احتوى على علوم كثيرة من فقه وإعراب ولغة وفصاحة وعلم نجوم وعن بعضهم انه قال معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم اين بات القمر وقيل إن عبد الوهاب بات مع أخت له يتعلمان مسائل الفرائض فلم يطلع عليهما الفجر الا وهما قد تعلماها جميعا وقال ابن.
قال ابن سلام قال قائل من علماء أهل المشرق لا أعلم بمن يخرج دماء أهل القبلة في زماننا هذا الا عبد الرحمن بن رستم بالمغرب وأبو يزيد الخوارزمي يعني والله أعلم أنك لا تتقدم على سفك الدماء الا بفتيا أحد الرجلين من غزارة علمهما وورعهما وتحفظهما وقال الإمام عبد الوهاب رحمه الله ذاكرت أبا مرداس في الوجوه التي تحل بها الدماء أو بأحدها فذكرت أحدها فتنكر وتكره فأمسكت عن باقيها كذا قال أبو العباس أحمد بن سعيد في كتاب طبقات العلماء والصالحين من أهل الدعوة.
وكفاك في فضل الإمام وعدله قول أبي مرداس
مخ ۱۶۲