ثم مات ابراهيم بن الأغلب فورد الخبر به إلى الإمام فأخبر بذلك المحصورين وأبنه عبد الله فتصالحا على أن تكون المدينة والبحر المسودة وما كان خارجا فللامام عبد الوهاب وكانت أيامه بعد ذلك في سكون واعتدال وعماله إلى سرت والي قسطالية زقون بن عمير وارسل إلى قابس قطعان بن سلمة الزواغي فحاصرها وكان خارج قابس مطماطة وزنزفة ودمر وزواغة وغيرهم تحت ولاية نظره وكذا جربة فلما تم حجه وقضي وطره منه بعد مراجعات إلى المشرق ومراسلات إلى الربيع وكذا طرابلس وما وليها ارتحل راجعا إلى المغرب إلى تيهرت فطلب اليه أهل نفوسة وغيرهم من القبائل أن يولي عليهم رجلا يستندون اليه ويسندون أمورهم نحوه فطلبوا اليه وزيره السمح بن عبد الاعلى أبي الخطاب بن السمح بن عبيد بن حرملة المعافري وقد تقدم بعض أخبار ابيه وولايته المغرب وبعض سيره وعدله وكان الإمام عبد الوهاب ظنينا به وكان السمح عزيزا عليه ولم يرد الإمام أن يفارقه ولكن أثر هواهم على نفسه وعقد له الولاية وتركه في حيز طرابلس عاملا عليها وقد كان الإمام بعث إلى الربيع بن حبيب بأثنى عشر الف درهم أو دينار.
قال ابن سلام بن عمر على ما حدثه نفاث بن نصر النفوسي قال فاشترى بها الربيع جهازا من البصرة وأرسل به أخاه إلى تيهرت فلما وردها جمع عبد الوهاب تجار تيهرت فأشتروا منه جهازه واشتروا له حوايجه في ثمانية ايام فأنصرف راجعا إلى المشرق.
مخ ۱۶۱