سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
ذلك الذي يدبره الحميريون وملكهم، حسان لهم في الخفاء من اجتياح وعدوان، وهو ما حدث بالفعل من جانب التبع حسان الذي بدأ في أيامه الأخيرة صحوته وعيناه الاثنتان تحطان على جديس وعاصمتها اليمامة التي أصبحت مضرب الأمثال بين العرب؛ نظرا إلى ما تتمتع به من ثراء وسطوة.
لذا آثر التبع حسان اليماني ووزيره الأول المقرب «حنظلة» اللجوء إلى الحيلة، وهما يعدان العدة لاجتياح اليمامة عاصمة جديس، خاصة وأن قبائل حمير بجيشها لم تفرغ بعد من استكمال استعداداتها وتوحدها لاستئناف القتال، بعد الخسائر التي كانت منيت بها في حروب الآسيويين.
وخاصة أكثر أن هذه الغزوة المقبلة تجيء كأولى غزوات «حسان» كحاكم جديد لحمير وتوابعها، ومن الأسلم أن تجيء وما يترتب عنها وعليها، بأقل الخسائر الممكنة.
لذا فمن الأرجح في مثل هذه الحالة، مهادنة «جديس» وحاكمتها الزرقاء وإخفاء نوايا العدوان، الذي آثر التبع حسان أن يجري ليلا، وبطريقة مفاجئة لا تسمح للعدو لشحذ قواته وكتائبه، خاصة وأنها - أي قبائل جديس - لا تزال تشرع أشرعتها، عقب الانتصار الساحق على مناوئيهم من قبائل طسم.
وهكذا أجرى الإعداد للعدوان سرا، مصحوبا بالنوايا الحسنة المعلنة لسكان اليمامة وأميرتها الزرقاء، وهو ما أدركته زرقاء اليمامة ببصيرتها النافذة.
فما من رسالة - معسولة - أصبحت تتلقاها من حكام حمير، إلا وأثارت سخطها وطاقتها في استنهاض الهمم، بإزاء الخطر المرتقب القادم، الذي أصبح يطرق كل بيت وخباء ومضرب في جديس، لكن من دون طائل يرجى. - خذوا حذركم الليلة قبل الغد.
ولا من مجيب أو سميع يرجى.
ذلك أن جيوش الملك حسان وإمعانا في السرية والمفاجأة، منعت قرع طبول «الرجروج» التي غالبا ما كانت تسبق زحفها.
بل هي اقتلعت خلال زحفها ليلا أشجار غابة بكاملها بحيث تستر الجيش الزاحف تحت فروعها وهو يواصل تقدمه في بطء شديد دون أدنى جلبة.
حتى إذا ما شاهدت زرقاء اليمامة خدعة الجيش المدجج الزاحف، أهابت بقومها صارخة معتلية أعلى قلاعها: يا جديس، يا قوم! لقد سارت إليكم الشجر، وأتتكم حمير!
ناپیژندل شوی مخ