سيرة الملوک التباعنه: په درېیمه برخه کې
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرونه
كانت على الدوام مدركة خطر حمير وتبعها الجديد «الفتى» الذي لم يكن يرغب أبدا أول الأمر أن تعلو هامته سواء داخل أقوام وكيانات جزيرة العرب، أو فيما يتاخمها من أقوام في الشام وما بين الرافدين وأفريقيا.
وكانت زرقاء اليمامة - وكما تروي سيرتها - لا تنام الليل، منذ أن علمت ووصل أسماعها أخبار اندحار الحميريين وتقهقرهم من أقاصي آسيا، بعدما حدث من خداع لملكهم التبع أسعد.
وكانت على دراية بأن ما حدث لحمير، ليس أكثر من كبوة أو عثرة طريق، تمهيدا لإعادة جمع الشمل والالتئام توثبا لإعادة التطاول ومواصلة الغزو والتفوق واستهداف الحروب الدموية، التي لا بد وأن تسحق يوما أول ما تسحق عشائرها وبني جلدتها، خاصة وأن «جديس» وبعد امتصاصها لطاقات مناوئتها «طسم» أصبحت الآن تشكل قوة فتية ضاربة على طول جزيرة العرب بشقيها الشمالي والجنوبي.
فها هي مدينة اليمامة الآن عامرة مزدهرة، ملء السمع والبصر.
ومن هنا فلن يهدأ للحميريين وملكهم الجديد حسان بن أسعد بال، قبل أن تطأ جيوشهم الجرارة أرض جديس، لا سيما وأنها عادت محملة بكل جديد من حروبها الآسيوية، التي لم تطحنها، بقدر ما أعادت فتح شهيتها من جديد للفتح والدم المراق.
ولكم نبهت زرقاء اليمامة الأذهان والعقول لما يحدث ويجري من حولهم، مطالبة بعدم انتكاس السلاح والخلود إلى لذائذ غنائم حربهم مع طسم التي انتهت باستئصالها من الوجود. - فعجلة حمير لن ترحم، وهذا قدرنا.
لكن من يسمع ويرى، والجميع تأخذهم نشوة النصر المعجل الساحق في جديس.
من يمكن له أن يصدق يوما، بل لحظة انتكاس الرايات الخفاقة داخل مدينة اليمامة إثر النصر الساحق على جديس.
والصوت الوحيد المحذر لزرقاء اليمامة، يجيئهم بلا صدى مبنيا في اعتقادهم على مجرد دلائل وظواهر لا أساس لها من جانب حمير وتبعها الجديد حسان، وهو الذي لم يفق بعد من ضربات الآسيويين، التي أودت بأمرائهم وفيالقهم.
لكن من يسمع ويرى؟!
ناپیژندل شوی مخ