348

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: كنت أخاف أن يكون السكين مسموما، فأمرت للسكين فتدبرتها فرأيت في فقارها شيئا لاصقا رقيقا كالسندروس والذي غلب على ظني أنها مسمومة وقد أخبر بذلك عدة من الناس وإنما دفع الله عن ابن نبيه وبين للخاص والعام عظيم فضله وبركته فكنت كثيرا ما أسأله عليه السلام هل يحس معه في قلبه ألما أو ضعفا؛ لأن السم يسري ألمه إلى القلب فيقول: ما أجد شيئا من ذلك، فلما مضت ليالي على شدة الوجع والألم قطعنا على السلامة من السم، ثم أقبلت القبائل من أقطار الأرض يهنون بسلامته ويحمدون الله تعالى على ذلك وهو صلوات الله عليه يظهر التجلد، ويقوم للكثير من كبار الناس على شدة التعب وسهر الليل، وأقام القوم في صنعاء في فرحة وسرور أياما ويكسون وينعمون ومن أخبر للإمام بسلامته أهانوه وكادوا يهلكونه حتى صح لهم أن الله تعالى رد كيدهم، ووصل إليه أخوه أبو المظفر سليمان بن يحيى بعد أيام، وأقام أمير المؤمنين أياما قريبا من نصف شهر، وخرج يسير إلى جانب الحصن فاستر الناس بذلك سرور عظيما، وكان يوم سرور وفرح، وأقامت الجراحة مانعة له من [120أ-أ]صلاة الجمعة قريبا من شهرين ثم صلى بعد ذلك.

قال السيد شرف الدين أيده الله: وقفت معه خمسين يوما أو قريبا منها ما فارقته ليلا ونهارا إلا في النادر، وباشرته بنفسي أنا وجماعة من الأبرار فلم أر أحدا أصبر منه، ولا أكثر منه تجلدا، وفي خلال ما هو فيه من التعب لا يترك حاجة لأحد إلا قضاها على أحسن ما يكون فجزاه الله خيرا.

ووصل في خلال ما جرت النوبة المشائخ الأجلاء أهل ثلاء ..... ما جرا، وهنوا بسلامته، وأمروا بالغنم للضيافات، وتألموا، ولم يبق أحد من عيون الناس حتى وصل وهنأ وتشفى بمقابلته عليه السلام، وكان مما قيل من الشعر والتهاني بسلامته من ذلك قول الأمير العلامة شرف الدين بن يحيى بن القاسم بن يحيى الحمزي طول مدته:

فا بالعقيق ربعه ومآثره وودعت سلمى قبل ذاك ولم أكن

مخ ۳۶۶