قصة لزوم الأمراء بني حمزة لجبل ذروة
لما شاور أمير المؤمنين الشرفاء والأمراء على ذلك وحضر المشورة غيرهم قيل أن ذلك أسر إلى جواسيس الأمراء بني حمزة هنالك وقيل: بل حدسوا ذلك وظنوه لما قد سمعوا من ألسنة الناس أن الأمير يريد عمارتها، فأسروا للمشائخ موسى بن علي وأصحابه أهل يناعة، فلما صاروا عندهم أسروا عليهم بذلك فساعد بعضهم وكره بعض في نفسه فسروا ليلتهم تلك طريق الظاهر حتى أتو على الشظبة، ثم طلبوا إلى رأس القصر الخراب من عمارة الصليحي وهذا الجبل أحاطت ذروته فوق الفرسخ وعرشه مقدار خمس علوات وهم في غاية الرعب والخوف، فلما علم بهم أهل البلاد اغتموا لذلك وظنوا أن ذلك يكسر همة أمير المؤمنين عن الإقبال إلى البلاد، وبلغ العلم إلى الإمام عليه السلام فاغتم لذلك وقال: نحن نرجو أنه لا يثني عزمنا أعظم من هذا إن شاء الله تعالى أو معناه ما ذكر عليه السلام، وكان لزوم ذروة والأمير شمس الدين في صعدة، فلما بلغ اليه العلم أمرهم بقوة ذروة وشحنتها وإدخال الرجال الأجواد اليها، ثم إن أهل البلاد خضعوا لذلك، فلما مضى عيد رمضان من السنة المذكورة أقام أمير المؤمنين إلى أيام خلت من شهر شوال من السنة تلك ثم نهض من ثلاء قاصدا الجنات.
قصة أخذ الجنات
[52أ-أ] فنهض عليه السلام في العساكر الموفرة حتى أشرف على موضع يسمى أرهق، وهبط العسكر إلى البون فكان بين الناس قتال، وعاد العسكر وعند ذلك خرج الأمير الكبير علي بن موسى بن الإمام المنصور بالله عليه السلام ومن كان معه من أخدامه، فنهض الإمام بنفسه في اليوم الثاني، فاستولى على الجنات وعفى عمن قد كان أبدى صفحته من العساكر؛ لكونهم مكرهين، وأقام أياما قرائب، ثم نهض قاصدا للظاهر، فطلع العسكر من طريق المضلعة من بلاد عيال يزيد من بني صاع، ثم تقدم حتى حط في موضع يسمى بيت بوث في طريق الظاهر وأقبلت إليه القبائل حتى اجتمع من الناس خلق عظيم.
مخ ۱۶۴