157

سيره ابی طیر

سيرة أبي طير

ژانرونه

شعه فقه

هذا معنى ماذكره إن لم يكن اللفظ، ثم صعد المنبر ثانيا وتحدث مع الناس ونبه على مقصوده بقيامه وأنه لم يقم رغبة في الدنيا ولا محبة للملك فإنه ضد راحة الدنيا، ثم أعلن بالشكا مما فعله الأمراء في المسلمين لما أيقنوا أنه قد شب [51ب-أ]في بلاد الغز وتكلم بكلام طويل، ثم كان في آخر كلامه ما هذا لفظه ومعناه: وأنا أعلمكم أن هؤلاء القوم قد صار حكمهم حكم الغز بمولاتهم ومخالفتهم والاستنصار بهم على إمام المسلمين وتكثير سوادهم، وشد أعضادهم، فاشهدوا أني قد نقضت ما بيني وبينهم، ونبذت كل عهد وعقد وذمة بيني وبينهم، وأنا أستنصر الله عليهم وأدعو جميع المسلمين إلى جهادهم وحربهم حيثما كانوا حتى يرجعون إلى الحق ويخرجوا مما فعلوه في المسلمين، فأجابه رؤساء الشرق والغرب بالسمع بالطاعه وقالوا: نحن خدمك وحيث تحب أموالنا وأرواحنا بين يديك، فشكر صنيعهم ودعاء لهم وأخذ من ساعته في أهبة الحرب، وتفرق الناس عن الجمعة بهذا، وبلغ إلى الأمراء ومن يقول بقولهم فتكلموا بأكاليم قبيحة ساخرين ولم يرفعوا بوعيده رأسا، ثم عمدوا إلى أولياء الإمام من قدروا عليه بالشدة الشديدة، ولم يلبث أمير المؤمنين عليه السلام أن جهزا الأمراء الشرفاء الأجلاء الأمير صلاح الدين الحسين بن القاسم بن محمد الحمزي ومن كان معه من أولاده وبني عمه إلى ذيبين وأسر إليهم بلزم ذروة وعمارتها ومحاربة الأمراء بني حمزة من سرة بلادهم وحمل معهم مالا كثيرا من الدراهم الملكية والدنانير الذهب والكساء الحرير، وقد كان القاضي الأجل نجم الدين يحيى بن عطية بن أبي النجم وصل من مكة وأرض الحجاز بأموال جليلة من البر والنذور والزكوات وغيرها فأنفقها أمير المؤمنين في تلك الأيام بين المسلمين.

مخ ۱۶۳