صار التصوف (صيحة)(7) الثاني-شيخ من الهند حنفي المذهب، يقال:محبب كاسمه، عمره قريب من المائة السنة، جاور في مكة ثلاثا وعشرين سنة، يعتمر في كل يوم عمرة ماشيا على قدميه.
(قد رصدته)(1) مرارا يطوف ويسعى ويحلق، فمن دعائه في الصفا والمروة والعمرة وتحت الميزاب، يصلي على ملائكة الله، وأنبيائه، وأو ليائه، ويصلي على محمد وآله، ثم يقول: اللهم الطف بآل محمد وتقبل منهم، وارفع عندك منزلتهم، وأكرم لديك جوارهم، اللهم اجعل دينهم قاهرا لجميع الأديان، اللهم اغن فقيرهم، وتجاوز عن مسيئهم، اللهم، الطف بأهل الحرمين الشريفين والمجاورين.
ويدعو لهم بدعاء حسن، ثم يدعو للمسلمين والمسلمات، ما سمعته يدعو لنفسه قط.
أضافني ليلة، ونزل معي إلى باب بيته، فقلت له: إنك شيخ كبير، معذور، مشكور، فقال: والله يا سيدي لو قلعت عيني لتطأ عليها ما أديت لكم حقا يا آل محمد.
يقولون: في مكة السيف المسلول الشيخ محبب، وسمعت من يقول في المسعى: وحق شيبة نجيب. أعاد الله من بركاته وبركات، من عرفنا منهم، ومن لم نره ولا نعرفه وهو معروف عند الله تعالى.
الثالث: الشيخ حسن بن محمود الشيرازي، رجل فاضل، طويل القامة، حسن الخلق والخلق، يلبس البياض قميص وعمامة بيضاء، يسدلها كعمامة الرسول (ص) نور الأيمان على وجهه، وسيماء الصالحين قد شمله، يسكن في رباط الزيدية بمكة.
وقع بيننا وبينه التعارف أولا بالقلوب ثم الأشخاص فوجدناه صالحا، له أسرار عجيبة (وتنورات)(2) غريبة، لا يزال بجنب سارية في الحرم الشريف قاعدا، أكثر عبادته (التفكر)(3) والذكر الخفي، مجاور البيت العتيق خمس عشرة سنة، لأني سألته كم لبثه في مكة؟ فقال: اعلم يا سيدي شريف، لسانه أقرب إلى العجومة-أعاد الله من بركاته وأسراره وأدعيته-.
مخ ۳۳۴