250

صلې اخوان

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

ژانرونه

وسرنا بحمد الله سالمين غانمين، وسكنا في البحر في مركب عظيم كانت لنا فيه الحكمة، واختلى فيه إبراهيم في منزل وحده وأحرم وهو مختل(1) وحج ولا يتكلم.

ووقفنا في مكة المشرفة شهرين في أحسن حال وأنعم بال، عرفنا بالصالحين، وهدانا الله به إلى طريق أهل اليقين، والكلام شجون.

فمن أفضل ما رأيت من المجاورين ثلاثة نفر:

منهم(2)رجل عالم، فاضل، خائف، مراقب، يقال له: شمس الدين المصري

وفقه الله تعالى وآخيته وأحبه قلبي، فرأيته يوما في الحجر الكريم فقال لي: من أنت؟

فقلت: فقير مذنب.

فقال: ما أريد هذا، أنت محمدي؟

فقلت: نعم. فاستلقى على قفاه إلى جدار الحجر، وقال: بخ بخ لكم آل محمد، أهل الشرف والوفاء والتحقيق والصفاء، فلازمني في الصحبة، فقلت له يوما: أقسم عليك (هل)(3) فيكم يا علماء الشام والعراق عالم عامل بعلمه، (زاهد في الدنيا)(4) أو متصوف صادق؟

فقال: لا يا سيدي، بل عمائم مدورة، وقمصان مقدرة، وأكمام ذيالة، وهذا شيء لا نعرفه في بلادنا.

قلت له: إن في بلادنا علماء وزاهدين في الدنيا يخافون الله تعالى فيما نالوا من القوت وستر العورة ويراقبونه.

قال: هذا شيء غريب، إلا أنكم أيها الزيدية، تفرقتم شيعا، وقال: مارأينا منكم يا أهل اليمن، مثل هذا الشيخ الأصلع، يعني إبراهيم بن أحمد-رضي الله عنه-، فقلت له: هذا عالم، عامل، زاهد، فقلت: له (فزهادكم)(5) كيف؟

قال: يا سيدي، صوفي بدرهم.

قلت: كيف؟

قال: مرقعة بدرهم، وناموسة بدرهم، وركوة بدرهم، ثم أنشد:

صار التصوف محرقه

وتواجدا ومنطقه ... أهل (التخوف) (6) قد مضوا

مخ ۳۳۳