ابن رزق فجأة ليلة الاثنين لخمس بقين من شوال سنة سبعٍ وسبعين وأربع مائة، ودفن بالربض. وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربع مائة.
وقرأت بخط أبي الحسن قال: أخبرني بعض الطلبة من الغرباء أنه سمعه في سجوده في صلاة العشاء ليلة موته يقول: اللهم أمتني موتة هينة. فكان ذلك ﵀.
أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمران بن منيب ابن زغيبة بن قطبة العذري. كذا قرأت نسبه بخطه. يعرف: بابن الدلائي من أهل المرية، يكنى: أبا العباس.
رحل إلى المشرق مع أبويه سنة سبعٍ وأربع مائة، ووصلوا إلى بيت الله الحرام في شهر رمضان سنة ثمانٍ وجاورا به أعواما جمة، وانصرف عن مكة سنة ست عشرة فسمع بالحجاز سماعا كثيرا من أبي العباس الرازي، وأبي الحسن بن جهضم وأبي بكر محمد بن نوح الأصبهاني، وعلى بن بندار القزويني، وصحب الشيخ الحافظ أبا ذرٍ عبد بن أحمد الهروي وسمع منه صحيح البخاري مرات، وسمع من جماعة غيرهم من المحدثين من أهل العراق وخرسان والشامات الواردين على مكة أهل الرواية والعلم ولم يكن له بمصر سماع.
وكتب بالأندلس عن أبي علي البجاني، وأبي عمر، بن عفيفٍ والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي عمرٍ السفاقسي، وأبي محمد بن حزم وغيرهم. وكان معتنيا بالحديث ونقله وروايته وضبطه مع ثقته وجلالة قدره وعلو إسناده.
1 / 69