============================================================
نزار، أخوه الأكبرسنا ، فإنه عرف الحق فعاهد وبايع ، وبادر إلى الدخول بحت سس أحكامه وسارع ، ثم أدركه الحسد الذي أدرك أول ولد آدم من العالمين ، واستزله 6 الشيطان فأخرجه مما كان فيه من جنات آمير المؤمنين ، وهو ظل الله المبسوط على الخلائق، وحرمه المحوط من الزوابع والبوائق (1) ، فانسل ذليلا تحت جنح الليل منه ، ونزع بيده لباس العز عنه ، ومضى إلى الإسكندرية وبها المعروف بإفتكين،
أحد مماليك السيد، الأجل ، آمير الجيوش - قدس الله روحه ونور ضريحه - الذين رباهم لخدمة الدولة وخدمة ولده ، وظن أنهم يجرون فى الطاعة والمخالصة على سمته وجدده ، وكان هذا العبد اللعين من بينهم منزلا فى أعلى رتب الكرامة، ومخولا أسنى منحه وإنعامه ، فقابل النعمة بالكفر ، ووافق تزارا (ب) على ما سعى له من الشقاق والغدر ، واجتمعا(105) معا على الفتنة يشبان نارها ، والمعصية يظهران شعارها ، واستغويا طوائف من المنافقين قد قضى الله هلاكها ، وشاء دمارها، وكانا ف مقابلة فضل السيد الأجل المفيض ، بمنزلة الضد ومثابة النقيض ، فهو دائب فى الاشتمال على كافة العباد ، والإسبال لستر الأمنة على البلاد ، وهما موغلان فى النفاق 9س24 والعناد ، ساعيان فى العبث والفساد ، حتى كأن الله تعالى ليس بالمرصاد ، آو كأنهم لم يسمعوا أخبار أهل الزيغ والإلحاد ، وكان أمير المؤمنين - سلام الله عليه -بما ت آتاه اللهتعالىمنشرف العلم، وحبب إليه من الفضلوالحلم،موعزارت) إلىفتاه وخليله : السيد ، الأجل ، الأفضل ، بمواصلتهم بالمكاتبات المشتملة على الإنذار والإعذار ، والعظات الباعثة على الهداية والاستبصار، وقمممادون على غلوائهم فى البغى والعناد، (ومن يضلل الله فما له من هاد 13 - 33) ؛ إلى أن قادهم الجبن إلى الظلم والفجور ، مستخلين (ت) من محارم الله تعالى كل محظور ، وأمير المؤمنين يأمر فتاه بالكف عهم مع تلهفه على استتصالهم ، وتميزه غيظا (166) من أفعالهم ، علمأ
(1) فى الأصل . البواتق، أما كلمة البوائق ومفردها البائقه فمعناها مصيبة .
لات) في الاصل . نزار .
(ت) في الأصل. موعز.
(ت) في الاصل . ومستحلين .
112
مخ ۱۱۲