شهیدان تعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
ژانرونه
فنهض جويليو وقال: ما على المضطر من حرج، ولم يبق إلا أن تحكم القوة بيني وبينك أيتها الحسناء، وإذ ذاك سمع بلترو تلك الصرخة والأنة؛ لأن جويليو حاكم البلد كان قد شرب كأسا أخيرة من الخمر، وتقدم إلى مادلين متوعدا شاهرا سيفه بيده. فأصاب بنصل سيفه يدها القابضة على الخنجر، فأطبقت المسكينة عينيها، ورفعت الخنجر فطعنت به صدرها، وإذ ذاك وثب بلترو إلى الغرفة الضيقة فرأى جثة مادلين. فهدر وزمجر، ووثب على جويليو روسو فانتزع منه سيفه، وأخذ يطعنه بخنجره حتى كاد يمزق أشلاءه، ولما أراد بريكفيل قائد الحملة لقاء بلترو ليشكره ويهنئه بحذقه وبسالته لم يجد له أثرا.
الفصل الثاني والثلاثون
طلق ناري أخير
وبعد انقضاء أيام على هذه الحوادث، وبينما كان الأميرال كوليني يتمشى في فسطاطه وقف بلترو أمامه، وقال له: أبشرك أيها الأميرال بالاستيلاء على مدينة بايو. فأجابه: قد عرفت ذلك، وعرفت أيضا أنك كنت من أبطال الوغى، ولكن ماذا دهاك؟ فإن صوتك خشن، وكأنك محموم، فأجابه: ليس بي إلا عناء السير.
قال: إذن وجبت لك الراحة بعد العناء، وقد قضيت الواجب المفروض حق قضائه وأكثر. حرسك الله!
قال: شكرا لك يا سيدي الأميرال على هذه الكلمات الطيبة، ولكنني لست بحاجة إلى الراحة.
قال: أطلعني على ما تروم. فما حاجتك؟
أجاب: حاجتي حملة جديدة، وحاجتي روح رجل أختطفها.
قال: أما الحملة الجديدة فليس هذا وقتها؛ لأن نورماندي قد سلمت إلينا قيادها، وأنا أنتظر حلول فصل الربيع لمباشرة القتال.
فلبث بلترو هنيهة وهو صامت، ثم نظر إلى الأميرال نظرة مرعبة، وقال له: أين مقر الدوق دي جيز الآن؟
ناپیژندل شوی مخ