178

شهیدان تعصب

شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م

ژانرونه

فأجابه: لماذا تروم معرفة مقره؟

قال: لأرقبه، أولست جاسوسا؟

فأطرق الأميرال قبل أن يتكلم، وأدرك أن بلترو يحاول أمرا يقدم عليه بجرأته العادية، فقال: إن الدوق يحاصر الآن مدينة أورليان.

قال: وهل تقوى تلك المدينة زمنا طويلا على احتمال الحصار؟

أجاب: كلا وا أسفاه، ويسوءني قرب سقوطها بين أيدي الكاثوليك. - ألست في حاجة إلى بعض إيضاحات عن الدوق؟ - كيف لا ؟ - لا جواد عندي لأسافر إلى أورليان، فهل لك في أن تهب لي جوادا؟

فحدق الأميرال في وجه بلترو، ومضى ففتح خزانة فأخرج منها بعض دنانير وأعطاه إياها، فقال: شكرا لك يا سيدي، والشيء بالشيء يذكر، فليس عندي غدارات أدفع بها عن نفسي؛ لأن غدارتي قد انفجرت عند الهجوم على بايو. فتناول الأميرال غدارته وسلمها إلى بلترو. فقال: أشكر لك هذه العطية أيضا يا مولاي، وسوف تتلقى أخبارا عن الدوق دي جيز بعد ثمانية أيام إذا بقيت حيا. تلفظ بهذه الجملة الأخيرة بلهجة جافية، فارتاع الأميرال، وأمسك يده وتفرس في وجهه، وقال: ما أراك ذاهبا إلى أورليان لمجرد التجسس والمراقبة؟

قال: لم هذا الكلام؟

قال: لأن ما حاجتك بغداراتي إذن؟ ولماذا تروم شراء جواد، إلا إذا كنت تبتغي قتل عدو؟

أجاب: ولكن ذلك لا يمنعني من التجسس.

قال: اعلم يا بلترو أنني لا أحب القتل والاغتيال، فأقسم لي على أنك لا تنوي بذهابك إلى أورليان قتل الدوق دي جيز. فمد بلترو يده، وقال: أقسم لك على أنني ذاهب إلى أورليان لمصلحة ديانتنا المقدسة وخيرها، ومضى، وقد غادر الأميرال كثير التفكير. •••

ناپیژندل شوی مخ