حقها أن تعلم من معنى حال الشيء في وجود نفسه وأنه وثيق أو قلق ، بل الطبيعى مفتقر في براهينه ومحتاج فى استتمام صناعته إلى أن يكون محصلا للإحاطة بالصورة (1) والمادة جميعا. لكن الصورة تكسبه علما بما هو به (2) الشيء بالفعل (3) أكثر من المادة ، والمادة تكسبه العلم بقوة وجوده في أكثر الأحوال ، ومنهما جميعا يستتم العلم بجوهر الشيء.
* [الفصل العاشر] ى فصل * فى تعريف (5) اصناف علة علة من الأربع
قد استعملنا (6) فيما تقدم (7) إشارات دلت على أن الجسم (8) الطبيعى علة عنصرية وعلة فاعلية ، وعلة صورية ، وعلة غائية. فحرى بنا الآن أن نعرف أحوال هذه العلل فنستفيد منها سهولة سلوك السبيل إلى معرفة المعلولات الطبيعية. أما أن لكل كائن فاسد أو لكل واقع في الحركة أو لكل ما هو مؤلف من مادة وصورة عللا موجودة وأنها هذه الأربع لا غير ، فأمر لا يتكلفه (9) نظر الطبيعى (10)، وهو إلى الإلهى. وأما تحقيق ماهيتها والدلالة على أصولها وضعا ، فأمر لا يستغنى عنه الطبيعى.
فنقول : إن العلل الذاتية للأمور الطبيعية أربع : الفاعل ، والمادة ، والصورة ، والغاية.
والفاعل في الأمور الطبيعية قد يقال لمبدإ الحركة في آخر غيره من جهة ما هو آخر. ونعنى بالحركة هاهنا كل خروج من قوة إلى فعل في مادة. وهذا المبدأ هو الذي يكون سببا لإحالة غيره وتحريكه عن قوة إلى فعل والطبيب أيضا إذا عالج نفسه فإنه مبدأ حركة في آخر بأنه آخر ، لأنه إنما يحرك العليل ، والعليل غير الطبيب من جهة ما هو عليل ، وهو إنما (11) يعالج من جهة ما هو هو ، أعنى من جهة ما هو طبيب. وأما (12) تعالجه وقبوله
مخ ۴۸