المنسوبه إلى الرياضة مما يحوج الذهن إلى التفات نحو المادة لمناسبة بينه وبين الطبيعيات ، فكيف ظنك بالعلم الطبيعى نفسه وما أفسد ظن من يظن أن الواجب أن يشتغل في العلم الطبيعى بالصورة ويخلى عن المادة أصلا.
* [الفصل التاسع] ط فصل * فى تعريف اشد العلل اهتماما للطبيعى في بحثه
قد رفض بعض الطبيعيين ومنهم أنطيقون (2) مراعاة أمر الصورة رفضا كليا ، واعتقد أن المادة هى (3) التي يجب أن تحصل وتعرف ، فاذا حصلت هى تحصيلا فما بعد ذلك أغراض ولواحق غير متناهية لا تضبط.
ويشبه أن تكون هذه المادة التي قصر عليها هؤلاء نظرهم هى المادة المتجسمة المنطبعة (4) دون (5) الأولى ، وكأنهم (6) عن الأولى غافلون.
وربما احتج هؤلاء ببعض الصنائع ، وقايس بين الصناعة الطبيعية (7) وبين الصناعة المهنية ، فقال : إن مستنبط (8) الحديد وكده تحصيل الحديد وما عليه من صورته (9)، والغواص وكده تحصيل الدرة وما عليه من صورتها والذي يظهر لنا فساد هذا الرأى إفقاده إيانا الوقوف على خصائص الأمور الطبيعية ونوعياتها التي هى صورها (10) ومناقضة صاحب المذهب نفسه نفسه (11)، فإنه إن أقنعه الوقوف على الهيولى غير (12) المصورة ، فقد قنع من العلم بمعرفة شيء لا وجود له بالفعل ، بل كأنه أمر بالقوة. ثم من أى الطرق (13) يسلك إلى إدراكه ، إذ قد أعرض عن المصور والأعراض صفحا ، والصور (14) والأعراض هى التي تجر أذهاننا إلى إثباته ، فإن لم يقنعه الوقوف على الهيولى غير (15)
مخ ۴۶