ويجب أن نعلم أن القوة شىء، وأن الاستعداد التام شىء آخر. والمادة فيها جميع الأضداد بالقوة، لكنها تختص بواحد من الأضداد، من جملة الأمور المختلفة بما يحدث فيها من استعداد تام يخصصه fiا أمر. فإن المحكوك والمحرك معد لقبول الحرارة إعدادا خاصا، وإن كان أيضا فى طبعه قابلا للبرودة.
وليس هذا للعناصر وحدها؛ بل للمتكونات أيضا، ولكل واحد منها مزاج. ومزاجه يقبل الزيادة والنقصان إلى حد ما محصور العرض بين طرفين. وإذا جاوز ذلك بطل استعداده لملابسته لصورته.
وهذه المركبات تختلف أمزجتها لاختلافها فى مقادير العناصر فيها:
فمن الكائنات ما الأرضية فيه غالبة، وهى جميع ما ترسب فى الهواء والماء من المعدنيات والنبات والحيوان. وقد يجوز ألا يرسب بعض ما الأرضية فيه غالية. فإنه يجوز أن تكون الأرضية غالبة لمفرد أسطقس وليس غالبا لمجموع أسطقسين خفيفين.
ومنها ما المائية فيه غالبة. ومنها ما الهوائية. ويعسر امتحان ذلك من جهة الطفو والرسوب. وذلك لأن الجسم، وإن كانت المائية فيه غالية، وفيه هواء ونار قليل فهو، لا محالة، لا يكون بسبب مائيته أثقل من الماء، حتى يرسب فيه، إلا أن تكون
مخ ۱۹۱