فأما السهل فاستحالة عنصر إلى مشاركة فى إحدى الكيفيتين وهو فيها ضعيف، مثل استحالة الهواء إلى الماء. فإن الهواء يشارك الماء فى كيفية الحرارة، وكيفية الحرارة فيه ضعيفة،والبرد فى الماء قوى. فإذا قوى عليه الماء، وحاول أن يحيله باردا فى طعمه، انفعل سهلا، وبقيت رطوبته، وكان ماء، ليس لأن استحالته فى الكيفية هى كونه ماء؛ بل يستحيل، مع ذلك، فى صورته التى شرحنا أمرها.وصورته أشد إذعانا للزوال عن مادته إلى الصورة المائية من صورة النار.
وأما العسر فأن يحتاج المتكون إلى استحالة الكيفيتين جميعا فى طبعه. وأما الوسط فيحتاج إلى استحالة كيفية واحدة فقط، لكنها قوية مثل ما تحتاج إليه الأرض فى استحالتها إلى النارية، والماء فى استحالته إلى الهوائية.
ولكل واحد من هذه العناصر عرض فى قبوله الزيادة والنقصان فى كيفيته. فإنه قد يزيد فى كيفيته الطبيعية أو العرضية وينقص، وهو حافظ بعد لصورته ونوعه. لكن للزيادة والنقصان فى ذلك طرفان محدودان، إذ جاوزهما بطل عن المادة التهيؤ التام لصورته، واستعدت استعدادا تاما لصورة أخرى. ومن شأن المادة إذا استعدت استعدادا تاما لصورة أن تفاض تلك الصورة عليها من عند واهب الصور للمواد فتقبلها. وبسبب ذلك ما يتخصص المواد المتشابهة فى أنها ماد لصور مختلفة، وذلك من عند واهب الصور.
مخ ۱۹۰