160

شیطان وعظ

الشيطان يعظ

ژانرونه

قال ممتاز: سرقنا الوقت.

فقال إسماعيل: أنا المسئول.

فقال علي: إني أرى الظلام لأول مرة. - فلنمض نحو المدينة قبل أن يدركنا الهوس.

ولكن أين طريق المدينة؟ شعروا باختناق ... رغم جريان الهواء ورطوبته شعروا باختناق، وشعور آخر طوقهم هو أنهم مكبلون في زنزانة. - أين طريق المدينة؟ - لقد فقدنا الإحساس بالاتجاه. - اختفى المكان.

قال ممتاز ساخرا: نسينا أن نحضر معنا بوصلة. - ومعها عود ثقاب. - ولا صوت لإنسان!

صمتوا في حيرة، ولكن الصوت كان أنسهم الوحيد وآخر ما بقي لديهم من علاقات الحياة فعاد إسماعيل يقول: المدينة على مسيرة نصف ساعة. - أجل ولكن أين اتجاه المدينة؟ - قد نوغل صوب الجبل الأحمر فتنقطع منا الأنفاس بلا جدوى. - نسير مقدار نصف ساعة بلا زيادة. - لكننا فقدنا الزمان كما فقدنا المكان! - والسير نحو هضبة وابور المياه شديد الخطورة لوعورة الأرض وانتشار مساقط القمامة.

ونفخ إسماعيل. وضيعهم الصمت مرة أخرى. وسرعان ما قال ممتاز: رغم القلق والقرف فإني أشعر بالجوع.

فقال إسماعيل: وأنا عطشان، لم تبق معنا برتقالة واحدة. - ما زلنا نرتدي ملابس اللعب والجو رطيب، هل نتجمد هكذا إلى الأبد؟! - عسى أن تنجلي السماء عن فرجة يطل منها نجم. - أو يمر إنسان معه بطارية. - فلنتماسك بالأيدي خشية أن يضل أحدنا.

وتماسكوا بالأيدي وهم يضحكون بفتور، وهتف إسماعيل: هذه هي نتيجة الشجار! - الشجار كان نتيجة اللعب الرديء. - أنت مغرور! - يا للحماقة، هل نرجع مرة أخرى؟! - وضحكوا، عاد الصمت المخيف. قال علي: فلنفكر. لم يبق معنا إلا التفكير. - عظيم، فلنفكر. - السؤال الأساسي هو كيف نهتدي إلى طريقنا في مثل هذا الظلام؟

ولما لم يجدوا جوابا جاهزا هربوا من التفكير فقال إسماعيل: ما تصورت أبدا أن الظلام له هذه القوة. - كيف عاش أجدادنا الأولون قبل اكتشاف النار؟! - كانت لهم غرائز خاصة بهم. - نحن عميان بلا عصا ولا مرشد! - ألم نتفق على أن نفكر خيرا من هذا الهذيان؟ - رجعوا مكرهين إلى الصمت حتى هتف إسماعيل: نصرخ بأعلى أصواتنا لعل أحدا من أهل النجدة يسمعنا. - وإذا سمعنا أحد من قطاع الطرق؟! - أو ذئب؟ - أو أيقظ صراخنا حية رقطاء؟

ناپیژندل شوی مخ