فقال إسماعيل بنفاد صبر: سحبت الاقتراح.
وعادوا إلى الصمت والتفكير فغرقوا في العدم مليا حتى قال ممتاز: أرى أن الصراخ ضرورة لتحقيق هدف آخر. - ما الهدف الآخر؟ - نرسل صيحة ثم نرصد الصوت فنحدد موقع الجبل، بذلك تتضح الجهات الأربع! - فكرة غير مجدية، فليس الجبل وحده هو ما يرجع الصدى، هناك الهضبة، وسور الغابة، وجدار مقابر الشهداء. - اللعنة!
ورجع ممتاز يقول بإصرار: ليذهب كل منا في ناحية ومن يظفر بالمدينة فعليه أن يرسل بعثة للإنقاذ. - ثمة احتمال أن نسير جميعا في النواحي الخاطئة. - وهب أحدنا وصل ألا يلزمه بعد ذلك تجميع نفر من الأصدقاء والحصول على بطاريات؟ - أنتظر حتى مطلع الفجر؟ - أو أن تنحسر السحب عن بزوغ النجوم أو القمر! - أي يوم هذا من أيام الشهر العربي؟ - أعتقد أننا في الربع الأول منه. - أضغاث أحلام، علينا أن نفعل شيئا.
ومضى الضيق يضيق أكثر وأكثر، والاختناق يطبق عليهم بقبضة حديدية، حتى هتف ممتاز: ما ألعن الصمت! - نحن نفكر. - لم لا نعتبرها تجربة مسلية؟ - والإرهاق والجوع والعطش؟! - انتظروا الفرج. إنه يجيء بغتة. - بل ليس لنا إلا الاعتماد على أنفسنا.
ونفخ ممتاز بغضب وقال: فليسر كل منا في اتجاه وليكن ما يكون. - أليس الأفضل أن نبقى معا؟
وقال إسماعيل: أنا لا أطيق الظلام وحدي.
فقال ممتاز بإصرار: ابقيا إذا شئتما أما أنا فإني ماض. - أية ناحية؟
فضحك على رغمه وقال: إنه السير، أما الناحية فقد ابتلعها الظلام. - جهد ضائع. - هو خير من الانتظار.
وسحب يديه من أيديهما وهو يقول: أستودعكما الله.
مضى بلا صوت، لم يدريا في أية ناحية ذهب، شدت يد إسماعيل على يد صاحبه، وتمتم: إنه عنيد. - ولكن الانتظار غير محتمل. - عليه اللعنة، هو المسئول الأول، وها هو يتركنا مثل شيطان. - لنسأل الله أن يسدد خطاه إلى الطريق الصحيح. - وما أهمية ذلك؟ سنبقى هنا حتى مطلع الصبح. - أليس من الأوفق أن نفعل مثله؟
ناپیژندل شوی مخ