159

شیطان وعظ

الشيطان يعظ

ژانرونه

فصاح المفتي: ولو!

فقال الرئيس متسائلا: أترى من تكون وجدية جلال يا فضيلة المفتي؟

فتساءل المفتي ساخرا: شجرة الدر؟ أم كليوباطرة؟!

فقال الرئيس: إنها حفيدة إسماعيل الماوردي، العارف بالله، شملنا الله ببركاته!

وهتف مدير الإدارة القانونية: سبحانك ربي، لك في كل شيء حكمة وعبرة!

لم ينبس المفتي بكلمة وساد صمت الاستسلام والرضا. أجل والرضا.

الظلام القديم

ليلة لا تنسى.

تأخر بهم الوقت في صحراء العباسية في ليلة من ليالي الخريف. لعبوا الكرة، ربحوا جولة وخسروا الأخرى. تشاجروا، انصرف الفريقان إلا ثلاثة، علي وممتاز وإسماعيل. لبثوا حتى يصفى الحساب ويتم الصلح وتصفو النفوس، من شدة التأثر أغمي على إسماعيل، ارتبكا لذلك غاية الارتباك، قاما له بتنفس صناعي، وعندما عاد إلى وعيه كان الليل قد هبط بجلاله ولا مبالاته فأحدق بهم الظلام.

كانت ليلة من ليالي الخريف، استقرت في سقفها السحب، فلا نجم واحد في السماء، ولا شعاع يتسرب إلى المكان. ساحة مترامية ولكنها محاطة بمرتفعات شتى على رأسها المقطم بشموخه، تتعاون جميعا على حجب أضواء المدينة. غرقوا في ظلمة عميقة وشاملة لم يجربوها من قبل، ظلمة أصيلة نقية مسيطرة طمست على الحواس ونفذت إلى أعماق الوعي. اختفى الوجود. تلاشت أشباحهم، استوى أن تحملق الأعين أو تغمض، استولى العدم على الكون.

ناپیژندل شوی مخ