حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب
ما ذهبت إلى البادية إلا صدقت قول أبي الطيب؛ أذواد الإبل وقطعان الغنم، والرعاء من الرجال والنساء، كل أولئك يعرض عليك الجمال طبيعة، ويبصرك بالحسن لا صنعة فيه. مررت في بادية نجد مرور مسافر مستوفز، لا يتخلل الحلل ولا يقيم في الأحياء، ولكن جال طرفي وقلبي مرارا في جمال الطبيعة وجمال الناس والأنعام، وفي القرآن الكريم عن الأنعام:
ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون .
وقد قيد طرفي وانطلق إعجابي في سفرتين مررت فيهما بمكان اسمه الدفينة في نجد على طريق الذاهب إلى مكة، فرأيت ازدحام الإبل على الآبار، والناس يمتحون الماء فيصبونه في أحواض صغيرة من الجلد نصبت على قوائم، والبدويات من قبيلة عتيبة في جمال وخفر، وفي عيونهن وطف وحور، وقد تلثمن على الأنوف والأفواه وأطلقن العيون من حجبها، جمال ليس فيه إلا صبغة الله، وتصون يذكر بقول الغزي الشاعر في البدويات:
ولا خفير لعين الحسن كالخفر
وقفنا وقفة لم تطل، وددت لو طالت وعادت، وذكرنا كذلك قول أبي الطيب:
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها
مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
أين المعيز من الآرام ناظرة
ناپیژندل شوی مخ