والدليل على أن ذلك أمر: أن قول القائل: أفلا يفعل فلان؟!، ثم
يعقبه بإطراحه إن لم يفعل، ثم يتهدده بالعذاب عند التولي، أبلغ من قوله: إفعل، أو لتفعل، وذلك ظاهر لكل عاقل متأمل.
[ذكر شواهد على مسائل التوحيد جملة من الكتاب]
والدليل على إثبات الصانع -تعالى- أكثر من أن تحصى في آيات القرآن الكريم، فمن ذلك قوله تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم(78)قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم(79)} [يس]، فأثبت سبحانه ذاته بالإستدلال على وجود ذاته بتنبيهه بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، وأن ذلك لا يصح إلا من فاعل، مختار، موجود، واجب الوجود.
وقال في مسألة قادر: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام: 18]، وقال: {وهو العليم القدير(54)}[الروم].
وفي مسألة عالم: {والله بكل شيء عليم(282)}[البقرة].
وفي مسألة حي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة:255].
وفي مسألة سميع بصير: {إنني معكما أسمع وأرى(46)} [طه].
وفي مسألة قديم: {هو الأول والآخر} [الحديد:3]، وذلك يفيد معنى القديم.
وفي مسألة نفي التشبيه قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى:11]، وإذا لم يكن مثله شيء فليس بمشبه للأشياء.
وفي مسألة غني: {والله الغني وأنتم الفقراء}[محمد:38]، وقوله تعالى: {وهو يطعم ولا يطعم} [الأنعام:14]، وفي ذلك معنى الغنى وزيادة.
وفي مسألة نفي الرؤية: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير(103)} [الأنعام].
وفي مسألة نفي الثاني: {وما من إله إلا إله واحد}[المائدة:73]، فهذه جل مسائل التوحيد.
مخ ۹۵