شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
پوهندوی
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشاع بين الناس موته ، طاف عمر على الناس قائلا : إنه لم يمت ، ولكنه غاب عنا كما غاب موسى عن قومه ، وليرجعن فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات . فجعل لا يمر بأحد يقول إنه مات إلا ويخبطه ويتوعده ، حتى جاء أبو بكر ، فقال : أيها الناس ، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد رب محمد فإنه حي لم يمت ، ثم تلا قوله تعالى : ' أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ' ، قالوا : فوالله لكأن الناس ما سمعوا هذه الآية حتى تلاها أبو بكر . وقال عمر : لما سمعته يتلوها هويت إلى الأرض ، وعلمت أن رسول الله قد مات .
لما قتل خالد مالك بن نويرة ونكح امرأته ، كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري ، فركب فرسه ، والتحق بأبي بكر وحلف ألا يسير في جيش تحت لواء خالد أبدا ، فقص على أبي بكر القصة ، فقال أبو بكر : لقد فتنت الغنائم العرب ، وترك خالد ما أمر به ، فقال عمر : إن عليك أن تقيده بمالك ، فسكت أبو بكر ، وقدم خالد فدخل المسجد وعليه ثياب قد صدئت من الحديد ، وفي عمامته ثلاثة أسهم ، فلما رآه عمر قال : أرياء يا عدو الله ! عدوت على رجل من المسلمين فقتلته ونكحت امرأته ، أما والله إن أمكنني الله منك لأرجمنك ، ثم تناول الأسهم من عمامته فكسرها - وخالد ساكت لا يرد عليه ، ظنا أن ذلك عن أمر أبي بكر ورأيه - فلما دخل إلى أبي بكر وحدثه ، صدقه فيما حكاه وقبل عذره . فكان عمر يحرض أبا بكر على خالد ويشير عليه أن يقتص منه بدم مالك ، فقال أبو بكر : إيها يا عمر ! ما هو بأول من أخطأ ، فارفع لسانك عنه . ثم ودى مالكا من بيت مال المسلمين .
لما صالح خالد أهل اليمامة وكتب بينه وبينهم كتاب الصلح ، وتزوج ابنة مجاعة بن مرارة الحنفي ، وصل إليه كتاب أبي بكر : لعمري يابن أم خالد ، إنك لفارغ حتى تزوج النساء ، وحول حجرتك دماء المسلمين لم تجف بعد . . في كلام أغلظ له فيه ، فقال خالد : هذا الكتاب ليس من علم أبي بكر ، هذا عمل الأعيسر - يعني عمر .
مخ ۱۱۳