شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
پوهندوی
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
وتزعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم موته ، وأنه سير أبا بكر وعمر في بعث أسامة لتخلو دار الهجرة منهما ، فيصفو الأمر لعلي عليه السلام ، ويبايعه من تخلف من المسلمين بالمدينة على سكون وطمأنينة ، فإذا جاءهما الخبر بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيعة الناس لعلي عليه السلام بعده كانا عن المنازعة والخلاف أبعد ، لأن العرب كانت تلتزم بإتمام تلك البيعة ، ويحتاج في نقضها إلى حروب شديدة ، فلم يتم له ما قدر ، وتثاقل أسامة بالجيش أياما ، مع شدة حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفوذه وخروجه بالجيش ، حتى مات صلى الله عليه وسلم وهما بالمدينة ، فسبقا عليا إلى البيعة وجرى ما جرى . وهذا عندي غير منقدح ، لأنه إن كان صلى الله عليه وسلم يعلم موته ، فهو أيضا يعلم أن أبا بكر سيلي الخلافة ، وما يعلمه لا يحترس منه ؛ وإنما يتم هذا ويصح إذا فرضنا أنه عليه السلام كان يظن موته ولا يعلمه حقيقة ، ويظن أن أبا بكر وعمر يتمالآن على ابن عمه ، ويخاف وقوع ذلك منهما ولا يعلمه حقيقة ، فيجوز إن كانت الحال هكذا أن ينقدح هذا التوهم ، ويتطرق هذا الظن ، كالواحد منا له ولدان ، يخاف من أحدهما أن يتغلب بعد موته على جميع ماله ، ولا يوصل أخاه إلى شيء من حقه ، فإنه قد يخطر له عند مرضه الذي يتخوف أن يموت فيه أن يأمر الولد المخوف جانبه بالسفر إلى بلد بعيد في تجارة يسلمها إليه ، يجعل ذلك طريقا إلى دفع تغلبه على الولد الآخر .
الأصل : حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى إلى ابن الخطاب بعده .
شتان ما يومي على كورها . . . ويوم حيان أخي جابر
فيا عجبا ! بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ! لشد ما تشطرا ضرعيها ! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ، ويخشن العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحم ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة ، وشدة المحنة .
الشرح : مضى لسبيله : مات ، والسبيل الطريق ، وتقديره : مضى على سبيله ، وتجيء اللام بمعنى على كقوله :
فخر صريعا لليدين وللفم
وقوله : فأدلى بها ، من قوله تعالى : ' ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام ' . أي تدفعوها إليهم رشوة ، وأصله من أدليت الدلو في البئر ، أرسلتها .
مخ ۱۰۲