لا سيف ذو الفقار
ولا فتى إلا علي
وما أقول في رجل أبوه أبو طالب سيد البطحاء ، وشيخ قريش ، ورئيس مكة ، قالوا : قل أن يسود فقير وساد أبو طالب وهو فقير لا مال له ، وكانت قريش تسميه الشيخ . | وفي حديث عفيف الكندي ن لما رأى النبي صلى الله عليه وآله يصلي يفي مبدأ الدعوة ، ومعه غلام وامرأة ، قال : فقلت للعباس : أي شيء هذا ؟ قال هذا ابن أخي ، يزعم أنه رسول من الله إلى الناس ولم يتبعه على قوله إلا هذا الغلام ، وهو ابن أخي أيضا ، وهذه المرأة وهي زوجته ، قال فقلت : ما الذي تقولونه أنتم ؟ قال : ننتظر ما يفعل الشيخ ، يعني أبا طالب ، وأبو طالب هو الذي كفل رسول الله صلى الله عليه وآله صغيرا ، وحماه كبيرا ، ومنعه من مشركي قريش ن ولقى لأجله عنتا عظيما ، وقاسى بلاء شديدا ، وصبر على نصره والقيام بأمره ، وجاء في الخير أنه لما توفي أبو طالب أوحى إليه عليه السلام وقيل له : اخرج منها ، فقد مات ناصرك . | وله مع شرف هذه الأبوة أن ابن عمه محمد سيد الأولين والآخرين وأخاه جعفر ذو الجناحين ، الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، ' أشبهت خلقي وخلقي ' فمر بحجل فرحا ، وزوجته سيدة نساء العالمين ، وابنيه سيدا شباب الجنة ، فآباؤءه أباء رسول الله ، وأمهاته أمهات رسول الله ، وهو مسوط بلحمه ودمه ، لم يفارقه منذ خلق الله آدم ، إلى أن مات عبد المطلب بين الأخوين عبد الله وأبي طالب ، وأنهما واحدة ، فكان منهما سيد الناس ، هذا الأول وهذا التالي ، وهذا النتذر وهذا الهادي . | وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى ، وآمن بالله وعبده ، وكل من في الأ { ض يعبد الحجر ويجحد الخالق لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلا السابق إلى كل خير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله . ذهب أكثر أهل الحديث إلى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وآله إيمانا به ، ولم يخالف في ذلك إلا الأقلون ، وقد قال هو عليه السلام : أنا الصديق الأكبر ، وأنا الفاروق الأول ن أسلمت قبل إسلام الناس ، وصليت قبل صلاتهم ، ومن وقف على كتب أصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه واضحا ، وإليه ذهب الواقدي وابن جرير الطبري ، وهو القول الذي رجحه ونصره صاحب كاتب الاستيعاب . | ولأنا إنما نذكر في مقدمة هذا الكتاب جملة من فضائله عنت بالعرض لا بالقص ، وجب أن يختصر ونقتصر فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتاب مفرد بمائل حجم هذا بل يريد عليه ، وبالله التوفيق . |
مخ ۲۶