شرح نهج البلاغه

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
62

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

فقال أبو حازم : فأنا أسأل الله ألا يعذب هذا الوجه بالنار ، فبلغ ذلك سعيد بن المسيب ، فقال : رحم الله أبا حازم ! لو كان من عباد العراق ، لقال لها : اعزبي يا عدوة الله ! ولكنه ظرف نساك الحجاز .

القول في الكلام على السجع

واعلم أن قوما من أرباب علم البيان عابوا السجع ، وأدخلوا خطب أمير المؤمنين عليه السلام في جملة ما عابوه ؛ لأنه يقصد فيها السجع ، وقالوا : إن الخطب الخالية من السجع والقرائن والفواصل ، هي خطب العرب ، وهي المستحسنة الخالية من التكلف ، كخطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، وهي : ' الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده رسوله . أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحثكم على العمل بطاعته ، واستفتح الله بالذي هو خير . أما بعد ، أيها الناس ، اسمعوا مني أبين لكم ، فإني لا أدري ، لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، في موقفي هذا .

أيها الناس ، إن دماؤكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .

من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وإن ربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب ، وإن دماء الجاهلية موضوعة ، وأول دم أبدأ به دم آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود ، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر ، فيه مائة بعير ، فمن ازداد فهو من الجاهلية .

أيها الناس ، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم .

مخ ۸۲