شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ولكن خطبه فيهم عظيم . . . وفضل المرء فيهم مستبين
فإن أظفر فلم أظفر بوغد . . . وإن يظفر فقد قطع الوتين
فلما بلغ معاوية شعره ، غضب من ذلك وقال : لولا مسيره لكان لي فيه رأي ! فقال عبد الرحمن ابن أم الحكم : أما والله إن أمثاله في قريش لكثير ؛ ولكنك ألزمت نفسك الحاجة إليه ، فألزمها الغناء عنه ، فقال له معاوية : فأجبه عن شعره ، فقال عبد الرحمن يعيره بفراره من علي يوم صفين :
ألا يا عمرو عمرو قبيل سهم . . . أمن طب أصابك ذا الجنون !
دع البغي الذي أصبحت فيه . . . فإن البغي صاحبه لعين
ألم تهرب بنفسك من علي . . . بصفين وأنت بها ضنين
حذارا أن تلاقيك المنايا . . . وكل فتى سيدركه المنون
ولسنا عائبين عليك إلا . . . لقولك إنني لا أستكين
قال نصر : ثم إن الناس أقبلوا على قتلاهم فدفنوهم ، قال : وقد كان عمر بن الخطاب دعا في خلافته حابس بن سعد الطائي ، فقال له : إني أريد أن أوليك قضاء حمص ، فكيف أنت صانع ؟ قال : أجتهد رأيي وأستشير جلسائي ، قال : فانطلق إليها . فلم يمش إلا يسيرا حتى رجع ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني رأيت رؤيا أحببت أن أقصها عليك ، قال : هاتها ، قال : رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق ، ومعها جمع عظيم ، وكأن القمر قد أقبل من المغرب ومعه جمع عظيم ، فقال له عمر : مع أيهما كنت ؟ قال : كنت مع القمر ، قال : كنت مع الآية الممحوة ، اذهب فلا والله لا تلي لي عملا ، ورده . فشهد مع معاوية صفين ، وكانت راية طيئ معه ، فقتل يومئذ ، فمر به عدي بن حاتم ، ومعه ابنه زيد ، فرآه قتيلا ، فقال له : يا أبت هذا والله خالي ، قال : نعم ، لعن الله خالك ! فبئس والله المصرع لمصرعه ! فوقف زيد وقال : من قتل هذا الرجل ؟ مرارا ، فخرج إليه رجل من بكر بن وائل ، طوال يخضب ، فقال : أنا قتلته ، فقال له : كيف صنعت به ؟ فجعل يخبره ، فطعنه زيد بالرمح فقتله ، وذلك بعد أن وضعت الحرب أوزراها ؛ فحمل عليه عدي أبوه يسبه ويشتم أمه ، ويقول : يابن المائقة ، لست على دين محمد إن لم أدفعك إليهم ، فضرب زيد فرسه فلحق بمعاوية ، فأكرمه وحمله وأدنى مجلسه ، فرفع عدي يديه فدعا عليه ، وقال : اللهم إن زيدا قد فارق المسلمين ، ولحق بالملحدين ، اللهم فارمه بسهم من سهامك لا يشوي - أو قال لا يخطئ - فإن رميتك لا تنمي ، والله لا أكلمه من رأسي كلمة أبدا ، ولا يظلني وإياه سقف أبدا . وقال زيد في قتل البكري :
من مبلغ أبناء طي بأنني . . . ثارت بخالي ثم لم أتأثم
تركت أخا بكر ينوء بصدره . . . بصفين مخضوب الجبين من الدم
مخ ۱۴۳