شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
ایډیټر
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
وفي بعض النسخ ، وقد جاء في رواية أخرى : والسبقة الجنة ، بضم السين ، والسبقة عندهم : اسم لما يجعل للسابق ، إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنيان متقاربان ، لأن ذلك لا يكون جزاء على فعل الأمر المذموم ، وإنما يكون جزاء على فعل الأمر المحمود .
الشرح : آذنت : أعلمت . والمضمار ؛ منصوب لأنه اسم إن . واليوم ظرف ، وموضعه رفع ، لأنه خبر إن ، وظرف الزمان يجوز أن يكون خبرا عن الحدث ، والمضمار : وهو الزمان الذي تضمر فيه الخيل للسباق ، والضمر : الهزال وخفة اللحم . وإعراب قوله : وغدا السباق ، على هذا الوجه أيضا .
ويجوز الرفع في الموضعين على أن تجعلهما خبر إن بأنفسهما .
وقوله عليه السلام : ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ، أخذه ابن نباتة مصالتة ، فقال في بعض خطبه : ألا عامل لنفسه قبل حلول رمسه . قوله : ألا فاعملوا في الرغبة ، يقول : لا ريب أن أحدكم إذا مسه الضر من مرض شديد ، أو خوف مقلق ، من عدو قاهر ، فإنه يكون شديد الإخلاص والعبادة ، وهذه حال من يخاف الغرق في سفينة تتلاعب بها الأمواج ، فهو عليه السلام أمر بأن يكون المكلف عاملا أيام عدم الخوف ، مثل عمله وإخلاصه وانقطاعه إلى الله أيام هذه العوارض .
قوله : لم أر كالجنة نام طالبها ، يقول : إن من أعجب العجائب من يؤمن بالجنة كيف يطلبها وينام ! ومن أعجب العجائب من يؤمن بالنار ، كيف لا يهرب منها وينام ! أي لا ينبغي طالب هذه ولا الهارب من هذه .
وقد فسر الرضي رحمه الله تعالى معنى قوله : والسبقة الجنة .
من مواعظ الصالحين
ونحن نورد في هذا الفصل نكتا من مواعظ الصالحين يرحمهم الله ، تناسب هذا المأخذ . فمما يؤثر عن أبي حازم الأعرج - كان في أيام بني أمية - قوله لعمر بن عبد العزيز ، وقد قال له : يا أبا حازم ، إني أخاف الله مما قد دخلت فيه ، فقال : لست أخاف عليك أن تخاف ؛ وإنما أخاف عليك ألا تخاف .
وقيل له : كيف يكون الناس يوم القيامة ؟ قال : أما العاصي فآبق قدم به على مولاه ، وأما المطيع فغائب قدم على أهله .
ومن كلامه : إنما بيني وبين الملوك يوم واحد ، أما أمس فلا يجدون لذته ، ولا أجد شدته ، وأما غدا فإني وإياهم منه على خطر ، وإنما هو اليوم ، فما عسى أن يكون ! ومن كلامه : إذا تتابعت عليك نعم ربك وأنت تعصيه فاحذره .
وقال له سليمان بن عبد الملك : عظني ، فقال : عظم ربك أن يراك حيث نهاك ، أو يفقدك حيث أمرك .
وقيل له : ما مالك ؟ قال : شيآن لا عدم بي معهما : الرضا عن الله ، والغنى عن الناس .
مخ ۵۶