بسم الله الرحمن الرحيم
باب المختار من الخطب والأوامر
قال الرضي رحمه الله باب المختار من خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأوامره ويدخل في ذلك المختار من كلامه الجاري مجرى الخطب ، في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة ، والخطوب الواردة .
الشرح : المقامات جمع مقامة ، وقد تكون المقامة المجلس والنادي الذي يجتمع إليه الناس ، وقد يكون اسما للجماعة ، والأول أليق ههنا بقوله : المحضورة ، أي التي قد حضرها الناس .
ومنذ الان نبتدئ بشرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ونجعل ترجمة الفصل الذي نروم شرحه الأصل فإذا انهيناه قلنا : الشرح ، فذكرنا ما عندنا فيه ، وبالله التوفيق .
فمن خطبة له خلق السماء والأرض وخلق آدم
الأصل : الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ، ولا يحصي نعماءه العادون ، ولا يؤدي حقه المجتهدون ، الذي لا يدركه بعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن . الذي ليس لصفته حد محدود ، ولا نعت موجود ، ولا وقت معدود . ولا أجل ممدود ، فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرياح برحمته ، ووتد بالصخور ميدان أرضه .
الشرح : الذي عليه أكثر الأدباء والمتكلمين أن الحمد والمدح أخوان ، لا فرق بينهما ، تقول : حمدت زيدا على إنعامه ، ومدحته على إنعامه ، وحمدته على شجاعته ، فهما سواء ، يدخلان فيما كان من فعل الإنسان ، وفيما ليس من فعله ، كما ذكرناه من المثالين ، فأما الشكر فأخص من المدح ، لأنه لا يكون إلا على النعمة خاصة ، ولا يكون إلا صادرا من منعم عليه ، فلا يجوز عندهم أن يقال : شكر زيد عمرا لنعمة أنعمها عمرو على إنسان غير زيد .
مخ ۴۱