200

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

ایډیټر

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

اختلاف الروايات في قصة السقيفة اختلفت الروايات في قصة السقيفة ، فالذي تقوله الشيعة - وقد قال قوم من المحدثين بعضه ورووا كثيرا منه - أن عليا عليه السلام امتنع من البيعة حتى أخرج كرها ، وأن الزبير بن العوام امتنع من البيعة وقال : لا أبايع إلا عليا عليه السلام ، وكذلك أبو سفيان بن حرب ، وخالد ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، والعباس بن عبد المطلب وبنوه ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وجميع بني هاشم . وقالوا : إن الزبير شهر سيفه ، فلما جاء عمر ومعه جماعة من الأنصار وغيرهم ، قال في جملة ما قال : خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر . ويقال : إنه أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره ، وساقهم كلهم بين يديه إلى أبي بكر ، فحملهم على بيعته ولم يتخلف إلا علي عليه السلام وحده ، فإنه اعتصم ببيت فاطمة عليها السلام ، فتحاموا إخراجه منه قسرا ، وقامت فاطمة عليها السلام إلى باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه ، فتفرقوا وعلموا أنه بمفرده لا يضر شيئا ، فتركوه .

وقيل : إنهم أخرجوه فيمن أخرج وحمل إلى أبي بكر فبايعه . وقد روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري كثيرا من هذا .

فأما حديث التحريق وما جرى مجراه من الأمور الفظيعة ، وقول من قال إنهم أخذوا عليا عليه السلام يقاد بعمامته والناس حوله ؛ فأمر بعيد والشيعة تنفرد به ، على أن جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه ، وسنذكر ذلك .

وقال أبو جعفر : إن الأنصار لما فاتها ماطلبت من الخلافة ، قالت - أو قال بعضها : لا نبايع إلا عليا . وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه .

فأما قوله : لم يكن لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت ، فقول ما زال علي عليه السلام يقوله ، ولقد قاله عقيب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لو وجدت أربعين ذوي عزم ! ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين ، وذكره كثير من أرباب السيرة .

وأما الذي يقوله جمهور المحدثين وأعيانهم ، فإنه عليه السلام امتنع من البيعة ستة أشهر ، ولزم بيته ، فلم يبايع حتى ماتت فاطمة عليها السلام ، فلما ماتت بايع طوعا .

وفي صحيحي مسلم والبخاري : كانت وجوه الناس إليه وفاطمة باقية بعد ، فلما ماتت فاطمة عليها السلام انصرفت وجوه الناس عنه ، وخرج من بيته فبايع أبا بكر ، وكانت مدة بقائها بعد أبيها عليه الصلاة والسلام ستة أشهر .

مخ ۱۴