إلا الخلافة شرفتك فإنني
أنا عاطل منها وأنت مطوق
فيقال : إن القادر قال له : على رغنم أنف الشريف . | وذكر الشيه أبوة الفرج بن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري الفقية المالكي ، قال : كان شيخ الشهود المعدلين ببغداد ومتقدمهم ، وسمع الحديث الكثير ، وكان كريما مفضلا على أهل العلم ، قال : وعليه قرأ الشريف الرضي رحمه الله القرآن وهو شاب حدث السن ، فقال له يوما : أيها الشريف ، اين مقامك ؟ قال : في دار أبي بباب محول ، فقال : مثلك لا يقيم بدار أبيه ، قد نحلتك داري بالكرخ ، المعروفة بدار البركة ، فامتنع الرضي من قبولها وقال له : لم أقبل من أبي قط شيئا ، فقال : إن حظي عليك أعظم من حق أبيك عليك ، لأني حفظتك كتاب الله تعالى ، فقبلها . | وكان الرضي لعلو همته تنازعه نفسه إلى أمور عظيمة يجيش بها خطاره وينظمها في شعره ، ولا يجد من الدهر عليها مساعدة ، فيذوب كمدا ، ويفني وجدا ، حتى توفي ولم يبلغ غرضا . | فمن ذلك قوله : |
ما أنا للعلياء إن لم يكن
من ولدي ما كان من والدي
ولا مست بي الخيل إن لم أطأ
سرير هذا الأصيد الماجد
ومنه قوله : |
متى تراني مشيحا في أوائلهم
يطفو بي النفع أحيانا ويخفيني
لتنظرني مشيحا في أوائلها
يغيب بي النقع أحيانا ويبدين ي
لا تعرفوني إلا بالطعان وقد
أضحى لثامي معصوبا بعرنيني
ومنه قوله يعني نفسه : |
فوا عجبا مما يظن محمد
وللظن في بعض المواطن غدار
يؤمل أن الملك طوع يمينه
ومن دون ما يرجو المقدر أقدار
لئن هو أعفى للخلافة لمة
لها طرر فوق الجبين وإطرار
ورام العلا بالشعر والشعر دائبا
ففي الناس شعر خاملون وشعار
وإني أرى زندا تواتر قدحه
ويوشك يوما أن تكون له نار
ومنه قوله : |
لا هم قلبي بركوب العلا
يوما ولا بلت يدي بالسماح
إن لم أنلها باشتراط كما شئت
شئت على بيض الظبي واقتراح
ورام العلا بالشعر والشعر دائبا
ففي الناس شعر خاملون وشعار
أفوز منها باللباب الذي
يعبي الأماني نيله والصراخ
فما الذي يقعدني عن مدى
ما هو بالبسل ولا باللقاح
يطمح من لا مجد يسمو به
إني إذا أعذر عند الطماح
أما فتى نال المنى فاشتفى
أو بطل ذاق الردى فاستراخ
وفي هذه القصيدة ما أحسن مسا ، وأعظم نتكاية ، ولكنا عدلنا عنه وتخطيناه ، كراهية لذكره ، وفي شعره الكثير الواسع من هذا النمط . | وكان أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي الكاتب له صديقا ، وبينهما لحمه الأدب ووشائجه ، ومراسلات ومكاتبات بالشعر فكتب الصابي إلى الرضي في هذا النمط . |
مخ ۲۹