134

شرح ما بعد الطبیعة

شرح ما بعد الطبيعة

ژانرونه

فلسفه

قال ارسطو واما قولهم فى الحق فليس كل ما يظهر بحق اولا ان الكذب ليس خاصا بالحس بل للفنطاسيا التى ليست هى والحس شيئا واحدا ومع هذا فيحق ان نتعجب ممن يتحير فى هذه الاشياء ويسال هل الاعظام والالوان هى على الحال التى تظهر من بعيد او على الحال التى تظهر من قريب وهل هى على ما يراه الاصحاء او المرضى وهل هى فى الثقل على ما هى عند الضعفاء او على ما هى عند الاقوياء وهل هى فى الصدق والكذب على ما هى عليه عند النائمين او عند الساهرين وهو بين ان هذا ليس مما يمكن فانه لا يقدر احد ان يظن حيننا هذا نقص من الرومية مثل افلاطون كذلك وليس راى الطبيب الماهر فى حقيقة الامر شبيها براى الجاهل فى الذى سيشفى من المرض والذى لا يشفى التفسير قوله واما ما يظهر فى الحس فليس كل ما يظهر بحق يريد واما قولهم ان كل ما يظهر ليس بحق فهو قول باطل ثم قال اولا فان الكذب ليس خاصا بالحس بل للفنطاسيا التى ليست هى والحس شيئا واحدا يريد وهذا يبطل من وجوه اما اولا فان الكذب ليس خاصا بالحس وانما يقع له الكذب بالعرض والذى الكذب به خاص هو الخيال فان هذا هو الذى لقائل ان يقول فيه ان ما يكون منه ليس بحق وانما قال هذا لان بهذه القوة تتخيل اشياء يقطع على امتناع وجودها ثم قال فيحق ان نتعجب ممن يتحير فى هذه الاشياء ويسال هل الاعظام والالوان الى قوله عند الساهرين يريد ولما كانت هاهنا احوال يظن ان الحس فيها صادق واحوال يظن ان الحس فيها كاذب كالامر من الاشياء التى تظهر للبصر عند القرب والبعد والتى تظهر للحس عند الصحة والمرض والقوة والضعف واكثر من ذلك التى تظهر فى النوم واليقظة فينبغى ان نتعجب ممن يشك فيقول هل الحق هو ما يظهر من مقادير الاجسام عند القرب او التى تظهر عند البعد وذلك ان الشىء الواحد بعينه يظهر كبيرا عند القرب وصغيرا عند البعد وكذلك ممن يسال هل ما يظهر من الالوان عند القرب هو الصادق او ما يظهر منها عند البعد او يسال هل الطعوم الحقيقية هى التى يدركها الاصحاء او التى يدركها المرضى وهل الثقل الحقيقى هو ما يدركه منه الاقوياء من الناس او الذى يدركه منه الضعفاء واكثر من ذلك ان يشك هل الحق هو الذى يراه النائم او الذى يراه اليقظان فان الشىء قد يرى فى النوم على خلافه فى اليقظة وقوله وهو بين ان هذا ليس مما يمكن فانه لا يقدر احد ان يظن حيننا هذا˹ وانخرم القول ومعنى ما قصده هو ان عندنا معرفة اولى نفرق بها بين ما يكذب فيه الحس وبين ما يصدق وذلك انه لا نعتقد ان ما نراه من الاشياء على بعد هو بالحقيقة مثل ما نراه من قريب ولا ما نحس من الطعوم ونحن مرضى بالحقيقة مثل ما نحس منها ونحن اصحاء ولا ما نحسه من الثقل ونحن ضعفاء مثل ما نحسه ونحن اقوياء واكثر من ذلك ان نساوى بين ما ندركه من الاشياء فى اليقظة وما ندركه فى النوم يريد ان من شك فى الفاصل بين المحسوس الذى يعرف انه كاذب والمحسوس الذى يعرف انه صادق كحال من شك فى هذه الاشياء اى هل نحن الان نائمون او ساهرون وموجودون او معدومون وكذلك لا يشك احد فى ان حقيقة المقادير للاعظام والالوان هو ما يظهر من قريب لا ما يظهر منها من بعيد وان ما يظهر للاصحاء من المحسوسات هو الحق دون الذى يظهر للمرضى ولذلك يبادرون الى علاجهم ولو كان كل ما يظهر حقا كما يقول اناس ايضا لم يكن فرق بين قول الذى فى غاية الجهل والذى فى غاية العلم مثل افلاطون فكان كما قال راى الطبيب الماهر فى حقيقة الامر شبيها براى الجاهل فى المرضى الذين يشفون والذين لا يشفون وفيما يشفيهم ولا يشفيهم وهذا كله محال

[25] Textus/Commentum

مخ ۴۳۳