228

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

ژانرونه

ولن تستطيع الصلم حتى تحلم أي تعاطى وتكلف من نفسه، وحملها أن يكون حليما وشجاعا، وسخيا وكريما نديا، وصابرا ولن تستطيع الحلم الذي هو سجيه أو كالسجية حتى تكتسبه، بأن تحمل نفسك عليه، فالتكلف كما قال الصبان معاناة الفاعل على الفعل، أي اجتهاده فيه ليحصل، فتشجع مثلا معناه تكلف الشجاعة وعاناها لتحصل فهو مجرد عنها، مريد حصولها، بخلاف التكلف في الوزن الخامس، وهو تفاعل فإن المتكلف بكسر اللام مجرد فيه عن المتكلف بفتحها، غير مريد حصوله، فإن تجاهل معناه أظهر الجهل، وتكلف أن يكون على هيئة الجاهل، مع انه ليس بجاهل، وأنه غير مريد حصول الجهل، وكذلك قال الجار بردي في شرح ابن الحاجب، والسعد في شرح الزنجاني.

قال الجار بردي بعد ذكره ما ذكره الصبان: ولما كان هذا أي تفعل ملتبسا بتفاعل من حيث إن كل واحد منهما غير ثابت، لمن ينسب إليه فرق بينهما، بأن معنى التفعل ممارسة الفعل ليحصل، ومعنى التفاعل إظهار الفعل على خلافه لا لتحصيله، بل يظهر أنه عليه، وأن الفاعل في تحلم زيد يطلب أن يكون حليما، والفاعل في تجاهل زيد لا يطلب أن يكون جاهلا، وكذا ذكره اللقاني عنه في حاشية السعد، وهو أصل لما للصبان، إن قال وإرادة حصول الأصل هنا أي تفعل وعدمها في تفاعل هي الفارقة بينهما، مع كون كل لإظهار الأصل.

قال ابن قاسم، صاحب الآيات البينات: كلام الجار بردي قد يقتضي أن تفاعل مطلقا حيث كان للتكلف، لا يكون فاعله طالبا لأن يحصل له الفعل، وإن نحو: تعالم زيد لا يطلب زيد فيه أن يكون عالما، بل يظهر العلم، على خلاف ما هو عليه.

مخ ۲۲۸