229

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

ژانرونه

قلت: ومثل كلام الجار بردي قول السعد، والفرق بين التكلف في هذا الباب يعني تفاعل وبينه في باب تفعل أن المتحلم يريد وجود الحلم من نفسه، بأن يكون حليما بخلاف المتجاهل، أي فإنه لا يريد من نفسه أن يكون جاهلا، بل يظهر أنه على الجهل، مع أن الأمر بخلافه، واعترضه اللقاني بأن الأولى أن يقول يطلب كما قال الجار بردي، لا يريد إذ وجود الحلم غير مقدور له، فلا تتعلق به الإرادة إلا بتأويل تعلقها بأسبابه العادية، بخلاف الطلب فإنه متعلق بالمقدور مطلقا أ. ه.

قلت: الحق أن الإرادة منا تطلق كثيرا على ميلنا إلى شيء أوجبنا إياه، واو كان غير مقدور لنا فهي تعلق بالمقدور وغيره.

وقلت: الأولى أن يعبر في باب تفاعل بغير التكلف من العبارات السابقات فيه، وأولاها التعبير بإظهار الفاعل خلاف ما هو عليه.

ومن معاني تفعل: جعل الفاعل المفعول هو أصل الفعل، ويعبر عنه بالاتخاذ نحو: تبني زيد الصبى أي اتخذه ابنا فالفاعل زيد، والمفعول الصبي، والفعل تبني، وأصل الفعل الابن، ومثل السعد بتوسدته أي اتخذته وسادة، والهاء عندي راجعة للشيء مثل الثوب والذراع وغيرهما، لا للتراب كما قيل.

ومن تفعل: الدلالة على أن الفاعل جانب الفعل أي ترك الحدث المدلول عليه بالمجرد، الذي هو أصل تفعل، فالدال على المجانبة هو الهيئة في تفعل لا المادة لأنها لا تدل على المجانبة، بل هي التلبس بالحدث والاختلاط به، ومثل السعد بتهجد أي جانب الهجود وهو النوم ليلان وكذا مثل فتح الأقفال تبعا له أو للبيضاوي، وفيه عندي بحث لتصريح بعضهم، بأن تهجد يكون أيضا للسهر، وكذا هجد الثلاثي وتصاريفهما، فتهجد مشترك بين النوم ليلا وتركه، فليس للدلالة بهيئته على المجانبة، بل مادته وضعت للدلالة على المجانبة كما وضعت لفظة العين ومادتها لجرم الشمس، والباصرة وغيرهما.

مخ ۲۲۹