فوحدة الوجود، ووجود الوحدة من دقائقه، ووجدان الجود، وجود الجود من دقائقه، فلا يقف عن بغية المعارف، التي يقف دونه فيها كل واقف عارف، فالانتساب إليه من جميع العوارض عاصم، لأنه أعظم المعاقل وأعصم المعاصم، والانسياب إلى حوزه سدته العلية، التي هي صون عن وصم الواصم، أغنى ما يدخره المنساب إلى سدة، وأعنى ما يعده الأنجاب إلى عدة أو عدة، لأنه يغنى عن العواظم والعواصم، مولانا العلم المفرد «جلبى زاده أفندي اسماعيل عاصم»:
أدام الله رفعته وأبقى ... علاها في علو وارتقاء
وأسمى قدره في كل أرضٍ ... سمو البدر في أفق السماء
ولا زال ملحوظًا بعين العناية، محفوظًا بواقية الوقاية:
من قال آمين أبقى الله مهجته ... لأن هذا دعاءٌ يشمل البشرا
كيف لا، وهو الذي عمت نعمه السوابغ ما بين الروم والحجاز، وبلغت آيات كرمه دلائل الإعجاز، وعجزت عن إدراك كمالاته الحقيقة والمجاز، فهو الجدير بأن تهدى تحف العلوم إليه، وتقصر الآمال العلمية عليه، ولعله يتلقاها بالقبول والإقبال فيحصل الحبر من ذلك الجبر لكسير البال، والله المسؤول أن يجعل إشاعته في ميزانه الراجح، وإذاعة النفع به في الأقطار من سعيه الناجح، بمنه وكرمه آمين:
آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ ... حتى أضيف إليها ألف آمينا
1 / 35