الأبية من تلك التحارير، وأضفت إليها من اللطائف الأدبية ما تتحلى بقلائد طرفه نحور النحارير، سائلًا من بحر كرم الله السائل، وفضله المبذول لكل قاصد وسائل، المأمول لتحصيل المقاصد وتوصيل الوسائل، أن يجعله من الذخائر المرجو نفعها في الدنيا والآخرة، والأعمال التي لا تنقطع بصيرورة الأجسام العظام عظامًا نخرة، وأن يعم بالنفع السائل والمسؤول، ويبلغ الجميع منا [غاية] السول، وأن يرزقنا الإخلاص فيه، وفي غيره من الأعمال، ويبلغنا بمحض فضله وكرمه جميع الآمال.
ولما اتسقت في سمط المصنفات الغريبة جواهره، وتألفت في أفق المؤلفات العجيبة زواهره، وتألقت في رياض التحقيقات أزاهره، خدمت به خزانة المولى، التي خلقت للرغبة في أنواع العلوم ذاته، وجعلت، في تحصيل عوارف المعارف طيباته ولذاته، وتوجهت همته الوجيهة إلى إدراك كل غريب، وفاق بين أرباب المناصب الشرعية في ذلك كل غريب، مولى الموالي، باتفاق الموالي والموالي، أقضى قضاة الزمان، وأجمعهم للمناقب، التي انتظمت له انتظام النجم الثاقب، فضلًا عن عقود الجمان:
علم إلى حلم إلى كرمٍ إلى ... عرفان أرباب المعارف والألى
وشريف أخلاق وأعراقٍ وأعـ ... ـلاق تجل عن العلا وعن العلا
ومناصب شرعية موروثة ... مبثوثة في الفرع عن أصل علا
ودقائق وحقائقٍ لا تنتهي ... غاياتها في كل تحقيقٍ إلى
1 / 34