وفاته:
ومن الثابت في المصادر أنه بعد دمشق وحلب انتقل إلى طرابلس الشام حيث ظل بها إلى أن وافته منيته التي أفادت جل المصادر أنها كانت في ذي القعدة أو ذي الحجة من سنة ٤٦٧ هـ، وشذ عن ذلك القفطي حين أخبر عن ابن الأكفاني أن وفاته كانت في ذي الحجة سنة ٤٧٩ هـ بطرابلس، غير أنه استدرك فقال: "قلت في هذا نظر فإنه يكون قد مات قبل ذلك"، ويدعم هذا الاستدراك كل من ياقوت والسيوطي وحاجي خليفة ومصحح نسبة هذا الشرح، فقد أجمعوا على أن وفاته كانت في العام المشار إليه وهو ٤٦٧ هـ وبطرابلس الشام.
-٣ -
الشرح: منهجه وقيمته
رأينا فيما سبق أن منهج هذا الشرح منهج تعليمي يقوم على الاختصار والتسهيل، ورأينا أن عناصره في الأغلب الأعم لا تتجاوز الثلاثة عناصر: الرواية التي يعنى بها المصنف كثيرًا، ثم معاني المفردات التي يشتمل عليها النص، وأخيرًا مجمل المعنى للبيت الواحد أو الأبيات.
فأما الاختصار والتسهيل فقد رأينا في الكتاب الأول الموازنة بين الشروح أنهما سبيل سلكها غيره من الشراح الذين عنوا بشرح الحماسة، بدأ ذلك منذ القرن الخامس واستمر حتى القرون التي تلته، قال سبط ابن الجوزي في مقدمة شرحه "مقتضى السياسة في شرح نكت الحماسة" وهو شرح أملاه مثل المصنف بدمشق حيث كان يدرس بها قال: "وبعد فإن طائفة من الأدباء وصيارفة العلماء كأبي هلال العسكري وأبي رياش، وأبي الحسن السمسمي، وأبي عبد الله النمري وأبي محمد الأعرابي، وأبي علي المرزوقي، وأبي العلاء المعري وغيرهم صرفوا عنان
2 / 37