244

[aphorism]

قال أبقراط: العرق الكثير الذي يجري دائما حارا كان أو باردا فالحار منه يدل على أن المرض أخف، والبارد منه يدل على أن المرض أعظم. (455)

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في الصلة وذلك ظاهر لأنه أوصل كلامه في العرق غير أن مراده بالعرق المذكور PageVW5P047B في هذا الفصل الخارج في وقت المرض لا الخارج في أوقات البحارين. وذلك لوجهين أحدهما أن البحران قد تقدم الكلام فيه. ثانيهما أن البحران إذا كان العرق فيه كثيرا، فإنه لا يدل على طول المرض بل على انقضائه إن كان حارا أو القوة (456) مستظهرة (457) فيه. وإن كان باردا والقوة فيه (458) ضعيفة، دل ذلك على الهلاك.

البحث الثاني

في كيفية دلالة العرق المذكور على ما ذكره. اعلم أن كثرة العرق في مدة المرض دليل على توفر المادة المرضية غير أنه إذا كان حارا، دل على أن المرض قصير المدة، لأنه يدل على حرارة المادة الموجبة له. وإن كان باردا، دل على أن المرض طويل المدة لأنه يدل على برد المادة الموجبة له والمادة الباردة غليظة القوام ومثل هذه المادة تحتاج الطبيعة في نهضها إلى زمان طويل بخلاف المادة الحارة. فإن قوامها رقيق فهي مؤاتية للنضج وللتهيئ للدفع، فلا تحتاج في الإنضاج من الزمان إلى ما تحتاج إليه المادة الغليظة. ولا شك أن المرض الأقصر أقل خطرا من الأطول على ما عرفت مرارا من كتابنا هذا. فلذلك قال إن كان حار، فالمرض أخف، وإن كان باردا فالمرض PageVW1P110B أعظم والله أعلم.

البحث الثالث:

العرق إما أن يكون قليلا وإما أن يكون كثيرا. وكل واحد منهما إما أن يكون حارا وإما أن يكون باردا. وكل واحد منهما إما أن يكون في وقت البحران وإما أن يكون في مدة المرض. فإن كان كثيرا حارا كان أو باردا في مدة المرض، دل على طول المرض لدلالته على توفر المادة، غير أن الحار كيف كان يدل على أن المرض أقصر والبارد يدل على أن المرض أطول PageVW5P048A على ما عرفت. وإن كان في وقت البحران، فكثرته أجود من قلته لدلالته على دفع الطبيعة للمادة المرضية، غير أن مراده بالعرق المذكور في هذا الفصل في مدة المرض لا في البحران، والله أعلم.

ناپیژندل شوی مخ