245

43

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كانت الحمى غير مفارقة ثم كانت تشتد غبا فهي أعظم خطرا وإذا كانت الحمى تفارق على أي وجه كان فهي تدل على أنه لا خطر فيها. (459)

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في الصلة وهو أنه لما ذكر في الفصل المتقدم ما يدل على خفة المرض وثقله أي جودته ورداءته، ذكر في هذا الفصل علامة أخرى دالة على ذلك من جهة لزوم الحمى ومفارقتها.

البحث الثاني:

أما حد الحمى وأقسامها (460) فقد عرفته فيما تقدم. والذي نقوله نحن الآن أن مراده بالحمى الغير المفارقة (461) الدائمة لا لابسيطة إذا تركبت كالغبين. والدليل على ذلك قوله «ثم كانت تشتد غبا» فإنه لا يوصف بهذه اللظفة إلا الحميات التي موادها داخل العروق. ومراده بالحمتين المذكورتين في هذا الفصل الصفراويتان. وضرب (462) المثال بهذا النوع من الحميات لأنها أسهل انقضاء وانفصالا. وإن كانت الدائمة من كل نوع أخطر في المفارقة من ذلك النوع، وصارت الدائمة أخطر من المفارقة من كل نوع. وذلك لأنها لا تريح الطبيعة البتة * في زمن الراحة (463) بل تكدها وتتعبها دائما بخلاف المفارقة فإنها تريح الطبيعة في زمان الراحة. ثم هذه تختلف في ذلك بحسب مدة الراحة في طولها وقصرها (464). وكذلك كانت الربع أقل من الدائرة خطرا ثم الصفراوية ثم البلغمية. وكذلك الحال في الحميات الدائمة في مدة اشتدادها وخفتها.

البحث الثالث:

ناپیژندل شوی مخ