============================================================
عما يشركوت (الحشر: 23]، وصف الله تعالى نفسه بتجريد الألوهية والوحدانية، وأنه القدوس؛ وهو الطاهر عن الآفات والعيوب. والتكبر هو الارتفاع عن معاني الخلق، ثم قال: سبحان الله، وهي كلمة تبرثة وتنزيه، شئل رسول الله صلن الله عليه وسلم عن تفسير: سبحان الله، فقال: براءة الله من كل سوع ثم قال: عتما يشركون، والإشراك ينتظم على الأوجه الثلاثة، إذ الاشراك هو التسوية، فالمجوس لعنهم الله حيث أثبتوا اثنين كان ذلك تسوية في الذات، ومشركو العرب حيث عبدوا الأصنام، وكان ذلك تسوية منهم بين الله تعاى وبين الأصنام، وكذلك إشراك اليهود ومن تابعهم من المجسمة تسوية منهم بين الله تعاى وبين البشر، وقد نزه الله تعاى نفسه عن كل أنواع الشرك بقوله: سبكن الله عما يشركوب [الحشر: 23]، ويقوله: سبحلنه وتعل عتا يشركون [الروم: 40]، وبقوله: سبحن الله عما يصفون ) [الصافات: 159].
[نفي تام] ( التشبيه ينفي الألوهية] وأما قولهم: (ولا شيء مثله)، فهو تحقيق لإثبات كمال ذاته في الأزل والقدم بنفي النظير والممائل، ووصفه بالتعالي عن المشابهة والمماثلة، لأن القول بالمشابهة بين الله تعالى وبين خلقه قول ينفي الألوهية، وإنكار للصانع، لأن التمائل بين الشيئين من كل وجه يوجب المساواة بينهما من كل وجه، والمماثلة بينهما من وجه يقتضي المساواة بينهما من ذلك الوجه، كالمشابهة بين الله تعاى وبين العالر؛ إن كانت من كل وجه، فإتها تقتضي المساواة في
مخ ۵۱