============================================================
أشركوا مع الله تعالى ما عبدوا من الأصنام في استحقاق العبادة وتسمية الألوهية، مع اقرارهم بالتوحيد في الذات والتخليق(1)، على ما أخبر الله تعاى عنهم: (( ولين سألتهم من خلق السمنوت والأرض ليقولن الله ) [لقمان: 225.
وأما النوع الثالث، وهو الإشراك في الصورة والجسم وسائر صفات المحدثين؛ فهو كقول اليهود في الباري تعالى إنه على مثال صورة البشر واستقراره على العرش، وتابعهم على ذلك المشبهة والجعدية والمجسمة والكرامية، حتى وصفوه بالأعضاء والجوارح.
وأما الأدلة السمعية على نفي الشريك فكثيرة، منها: (( هو الله الذى لا إلله إلا هو الملك القدوس السلكم الثؤمن المهيمف العزيز الجبار المتكير شبكن الله (1) قال الشارح: إن مشركي العرب عبدوا غير الله تعالى، وسموا هذا الغير إلها، مع إقرارهم بأن الله تعاى واحد في ذاته، خالق كل شيء، وقال: على ما أخبر الله عنهم، وذكر الآية.
قلث: جواب مشركي العرب عن السؤال هو إظهار لكفرهم بالله تعاى ونكرانهم له، لا إقرار منهم بوحدانية الله وخالقيته، وأما أن الله تعاى أخبر عنهم أنهم يقولون جوابا على السؤال: الله، فنعم.
وأما أنه أخبر أنهم موحدون مقرون بالخالقية له سبحانه، مع إشراكهم في العبادة، فلا، ودون ذلك قوله تعالى: ( الا لله الدين الخالص والذي اتخدوا من دونيوه أوليله ما نعبدهم إلا ليقريونا إلى الله زلفع إن الله يحكم بينهة فى ما هم فيه يختلفو إن الله لا يهرى من هو كتذب كهار [الزمر: 3)، فانظر كيف أن الله تعاى وصفهم في خاتمة الآية مقررا لما عليه حالهم من الكذب والكفر؛ الكذب في دعواهم الايمان بالله تعاى وطلبهم القرين إليه، والكفر به سبحانه. وهذه الآية في نفي التوحيد عن المشركين محكمة من المحكمات. ولا أدري كيف يصح في العقل أن يجادل في أن المشرك مشرك.
مخ ۵۰