162

============================================================

المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية الفائدة (كقولك السواد سواد والموجود موجود) لكن التفاوت ظاهر، فبطل كون وجود الشيء لفسه، وقد يقال: لحن للتزم هلم التفاوث فإن ادعيث حكم البديهة بالتفاوت فقد تاقضت مطلوبك (واما غيره) وهذا أيضا باطل لوجهين أشار إلى أولهما بقوله (فهو) أي ذلك الشيء كالسواد مثلا (في نفسه معدوم) على تقدير مغايرة الوجود إياه (وإلا) أى وإن لم يكن معدوما في نفسه على ذلك التقدير بل كان موجودا (عاد الكلام) فيه إلى ذلك الوجود فيقال : هو إما أن يكون نفس الشيء وهو باطل لما مر أو غيره فالشيء معدوم في نفسه، إذ لو كان موجودا عاد الكلام إلى الوجود الثالث فإما أن يثبت المدعي، أو تتسلسل الوجودات إلى غير النهاية، والتسلسل باطل فتعين قوله: (بل كان موجودا) ولو بالتبع لكونه مقابلا للمعدوم في نفسه، فيتناول الحال أيضا، ويمود الكلام إلى ذلك الوجود الذي هو بالتبع إما نفسه أو غيره إلخ، فيثبت المدعي وكونه معدوما في نفسه أو تتسلسل الوجودات، وما قيل: إنه يجوز آن پنتهي إلى وجود خاص هو عينه، وهو جزئي حقيقي، فيمتنع حمله على الشيء كما حققه الشارح قدس سره في كتبه، ولا يكون الشيء معدوما في نفسه، لأنه موجود بوجود هو نفسه، فمتدفع بأن الترديد في قولنا فلأن وجود الشيء إما نفسه، او غيره في الوجود المحمول في قولنا السواد موجود الذي به صار الشيء موجودا لكونه في مقابلة المعدوم على ان الجزئي الحقيقي إنما يمتنع حمله مواطأة لا اشتقاقا والمراد بالحمل هاهنا أعم كما مر: وكذا بعض الحكماء واكثر الحكماء إلى أنه من المعقولات الثانية، نعم حمل الشيء على نفسه بالمواطاة لا يفيد، لكن كلامنا في حمل الوجود على السواد اشت، والحق أن الوجود إذا كان نفس السواد يكون معنى قولنا السواد موجود هذا الذات، وهذا الذات والمشار إليه واحد وعدم الفائدة في هذا الحمل على تقدير صحته بديهي، والمنازع مكابر والنزاع في وجود الوجود إنما هو في اتصاف الوجود المطلق بوجود خاص مغاير له، وأما الاتصاف بمطلقه في ضمنه فاعتباري.

قوله: (وقد يقال: نحن للتزم إلخ) قيل: يمكن أن يقال: أن المراد بظهور التفاوت اتفاق الفاهمين عليه سواء كان ببديهية العقل أو لم يكن قوله: (واما غره) لم يذكر الجزئية وفسادها، لأن هذا الترديد جار في الأشياء البسيطة ولا احتمال للجزئية فيها، على انه يجوز أن يريد بالنفس فيها ما لا يكون غيره، فتندرج الجزئية في النفسية ويلائمه التعليل، إذ لا فائدة في قولنا: الحيوان الناطق حيوان إلا أنه إنما يظهر عند تصور السواد بالكنه فتأمل: قوله: (بل كان موجودا) إشارة إلى أن ترتب عود الكلامن على انتفاء المعدومية باعتبار استلزامه للموجودية لأن السواد مثلا من الذوات ولم يقل أحد بالحالية فيها.

قوله: (أو تتسلسل الوجودات إلخ) فيه بحث لجواز ان يكون ذلك الشيء موجودا بوجود

مخ ۱۶۲