============================================================
المرصد الثالث - المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المالة 113 جزها، وإطلاق القيام عليه مستبعد جدا، إلا أن يراد به الحمل (ولا حاجة) في دفع هذه الشبهة (إليه) اي إلى إثبات الأمر الثالث، لأنها قد اندفعت بما حققناه مع أن إثباته مخالف للواقع، وذلك لأنا إذا أردنا تعريف مفهوم لنتصوره، فلا بد أن تكون ذات ذلك المفهوم أي نفسه وعينه مجهولا، وغير حاصل لنا ليمكن تحصيله، وهذا معنى قولنا: المجهول هو الذات أي ذات المطلوب وعينه، ولا بد هناك أيضا من أن يكون أمر ما صدق عليه معلوما ليصح به توجهنا إليه وطلبنا إياه، فهذا هو المراد بقولنا: المعلوم بعض اعتبارات الذات أي بعض اعتبارات ذات المطلوب الذي هو المجهول، ولا خفاء في أنه ليس هناك أمر ثالث يتعلق به غرضنا، حتى يتصور أن يكون المطلوب أمرا ثالثا وراء الوجهين، فإن قلت : قد يطلب مفهوم الإنسان من حيث هو هو، وقد يطلب وجه من وجوهه، وقد يطلب مفهوم الإنسان بوجه من وجوهه، فعلى هذا التقدير الأخير يثبت أمور ثلاثة مفهوم الإنسان الذي هو المطلوب ووجهه المجهول الذي باعتباره صار مطلوبا، ووجهه المعلوم الذي به أمكن طلبه قلت : مفهوم الإنسان بحسب ذلك الوجه الذي طلب به مفهوم هو المجهول، وهو ذات المطلوب فليس لنا إلا ذات المطلوب المجهول، وبعض اعتباراته المعلوم، واعلم أن صاحب نقد المحصل أثبت الأمر الثالث إلزاما للأمام بما ذكره في مسألة المعلوم على الإجمال، حيث قال: المعلوم على سبيل الجملة معلوم من وجه ومجهول من وجه، والوجهان متغايران، والوجه المعلوم لا إجمال فيه، والوجه المجهول غير معلوم البتة، لكن لما اجتمعا في شيء واحد ظن أن العلم الجملي نوع يغاير العلم التفصيلي، فإنه قد أن يكون مراده لما اجتمعا في شيء واحد هو الكل من حيث هو كل، بل نقول: لا بد من حمل كلامه على ذلك، إذ لو حمل على التغاير بالذات لم يتم التقريب، إذ لا يلزم من انتفاء الإجمال في الوجهين انتفاء الإجمال في الشيء ذي الوجهين، وحينعذ لا يتم الإلزام إذ ليس في الحقيقة إلا الوجهان، ولا يمكن طلب شيء منهما.
قوله: (مستبعد جدا) إذ القيام بمعنى العروض والحصول به ممتنع في الجزء، وأما بمعتى الاختصاص الناعت، او التبعية في التحيز، فلأنه لا تتصور النعتية والتبعية إلا بعد تعقل وجود كل منهما بدون الآخر، ولا يعقل وجود الكل بدون الجزء، ولأجل الخفاء في عدم صحة المعنيين الأخرين، قال: مستبعد جدا دون غير صحيح: قوله: (ولا خفاء في أنه ليس هناك امر تالث) قيل: فيه بحث لأن الوجه المعلوم كالماشي بالنسبة إلى الإنسان كنا نعلمه قبل ان يصير آلة لملاحظة أمر ما هو الإنسان، فإذا تصورنا الإنسان بالماشي ففيه ملحوظ، وآلة ملاحظة حاصلة في هذا الآن ونطلب شيئا آخر هو آة ملاحظة آخرى لملحوظنا، ولا فساد في كون الشيء الواحد ملحوظا بجهتين، والواقع ليس إلا هذا فليتامل.
مخ ۱۱۳