139

Sharh al-Aqidah al-Safariniyah

شرح العقيدة السفارينية

خپرندوی

دار الوطن للنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه) (١)، ففرق بين خالد الذي تأخر إسلامه وبين عبد الرحمن بن عوف الذي يعتبر من السابقين إلى الإسلام.
والمهم أن الصحب طبقات؛ طبقات في الصحبة، وطبقات في الهجرة، وطبقات في العلم وطبقات في كل شيء ولا يوجد أحد من الصحابة أفضل من أبي بكر ﵁؛ لان الله تعالى نص على صحبته في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة، قال تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: الآية ٤٠)، فاثبت الصحبة له، وأثبت المعية الخاصة له مع الرسول ﷺ، حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: الآية ٤٠) .
ثم يليه بلا شك عمر بن الخطاب ﵁، الذي اختاره أبوبكر، ونحن نشهد الله ﷿ أن أبا بكر اشد الناس أمانة وأصدقهم فراسة فأشد الناس أمانة لأننا نعلم لو كان الرجل يريد الخيانة ما ولى عمر ﵁ ولولى أحد أبنائه أو أحد قومه، لكنه أمين على هذه الأمة، فأدى الأمانة ﵁ حيا وميتًا.
ونعلم أنه أصدق الناس فراسة لأنه ولى عليهم من هو خير الناس بعده، فالنبي ﵊ كان دائما يقول: ذهبت أنا وأبوبكر وعمر، وجئت أنا وأبوبكر وعمر، ودائما يقترن اسم هذين الرجلين باسم الرسول ﵊.
ولهذا شاء الله ﷾ بحكمته أن يكون هؤلاء الثلاثة قرناء في

(١) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب قول النبي ﷺ: لو كنت متخذا خليلا ...، رقم (٣٦٧٣)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة، رقم (٢٥٤٠) .

1 / 144