في معاملة الله وفي معاملة عبد الله.
فالمهم إننا نقول: إن الاقتداء بالرسول ﵊ فيه كل الخير، فاحرص على أتباعه ظاهرا وباطنا، في العقيدة، والأقوال، والأعمال، والأفعال والتروك، لكن ما فعله على سبيل التعبد فانك تفعله عبادة وتقربا إلى الله هه، وما فعله لا على سبيل التعبد فإن من الناس من يفعله لمحبته للرسول ﵊، لا للتقرب إلى الله به، بل يفعله لان الرسول ﷺ فعله فيحب ما عله الرسول ﷺ فقط لا تعبدا لله. كما أن الإنسان إذا أحب شخصا تجده يقلده وإن كان لا يعتقد أن في ذلك عبادة وتقربا إلى الله ﷿.
ومن ثم كان عبد الله بن عمر ﵄ يتتبع آثار الرسول ﷺ حتى في غير الأمور العبادية، حتى أنه كان يتحرى المكان الذي نزل فيه الرسول ﵊ ليبول فيه في الطريق فينزل ويبول، لكن هذه القاعدة خالفه فيها أكثر الصحابة ﵃، كما قال شيخ الإسلام ﵀.
ثم قال: (وصحبه) صحب الرسول ﷺ هم كل من لقي النبي ﷺ مؤمنا به ومات على ذلك، ولكن نعلم أن الصحابة ﵃ طبقات وليسوا طبقة واحدة، كما قال تعالى: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) (الحديد: الآية ١٠) حتى إن الرسول ﷺ قال لخالد بن الوليد لما نازع عبد الرحمن بن عوف ﵄: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق