الحياة وفي الممات، فقبورهم في مكان واحد، ويوم القيامة يقومون من قبورهم قيام رجل واحد، وهذه هي الميزة والفضيلة.
والمهم أن الصحب يختلفون، لكن على كل حال لا أحد يساوي الصحابة ﵃ في فضل الصحبة أبدًا أما في العلم فربما يوجد من التابعين من هو اعلم من بعض الصحابة ﵃، فإن الرجل الأعرابي لو جاء للرسول ﷺ، وآمن به وأخذ منه ما أخذ من الشريعة وانصرف إلى قومه ولم يأت إلى المدينة للتعلم لا شك أن من التابعين من هو اعلم منه، ولكن الصحبة التي هي رؤية النبي ﵊ مع الإيمان به لا توجد في غير الصحابة ﵃.
قال: (فاقنع بهذا وكفى)، ونقول للمؤلف ﵀: سمعا وطاعة، نقنع بهذا إن شاء الله تعال، ونسأل الله تعالى أن يميتنا عليه، (اقنع بهذا) أي: بإتباع آثار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وصحبه، (وكفى) أي: كفى عن كل شيء، كفى عن أهل النظر، وعن مجادلاتهم، وعن معقولاتهم التي هي وهميات، ففي هذين البيتين اكبر دليل على بطلان ما عليه أهل النظر، وأكبر دليل على صحة ما عليه أهل الأثر. والله اعلم.